حفظ
الأسرار ... (3)
إن حفظ الأسرار، أو كتمانها من الصفات الجميلة
التي ينبغي أن يتصف بها الإنسان، ، إذ ينغي على الإنسان أن يحتفظ بالسر سواء أكان
هذا السر خاصًا به أم يتعلق بإنسان آخر ائتمنه، فإذا حفظ الإنسان سره فإن نفسه
تكون مطمئنة لا يخاف من شيء، أما إذا أعلن سره للآخرين ، فقد يعرض نفسه للضرر
والمخاطر .
وفي سياق متصل، عندما يحفظ الإنسان أسرار الآخرين
فهذا يدلُ على أمانته، وفي ذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من كتم سره كان
الخيار بيدة، وقال : ما أفشيْتُ سري لأحد قط فلُمْتهُ؛ إذ كان صدري به أضيق.
وقال علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه: سركَ أسيرك، فإذا تكلمت به صرتَ أسيرهُ.
وهنا قال أحد الشعراء:
إذا المرءُ
أفشىى سِرّهُ بلسانه ... ولام عليه غيرَهُ فهو أحمقُ
إذا ضاقَ
المرءُ عن سر نفسهِ ... فصدرٌ الذي يُسْتَودَعُ
السرَّ أضْيَقُ
وعندما كلّف رسول الله صلّ الله عليه وسلم أنس
بن مالك بمهمة، وبعد أن نفّذ أنس تلك المهمة، عاد لأمه ، فسألته أمه عن سبب تأخره،
قال لها: بعثني رسول الله صلّ الله عليه وسلم لحاجة، فسألته: ما حاجته؟ أجابها أنس
: إنها سر ولم يخبرها، فسُرّت أمه به ، وأُعْجِبت بكتمانه للسر، وقالت له: لا تُخبرنَّ
بالسر أحدًا . (رواه مسلم).
ويُمكن القول إلى كلّ أم : ما أجمل أن تعلمي
أبناءك حفظ السر وكتمانه، وما أجمل أن تُشجعيهم على حفظ السر ، وما أجمل أن تكوني
قدوةً حسنةً لهم في هذا الأمر.
وهنا أردت أن أشير إلى أن كتمان السر قد يضر في
بعض المواقف مثل: الشهادة؛ إذ لا يجوز كتمان الشهادة، وأيضًا لا يجوز كتمان العلم عن الناس.
دمتم بخير..... أختكم أ. د سُميّة الزعبوط





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق