الإيثار
... (2)
إخوتي ... أخواتي... ما أجمل صفة الإيثار إنها
من أسمى الصفات التي يتصف بها الإنسان ، أن تقدم حاجة غيرك على حاجتك بالرغم من احتياجك، أن تجوع ليشبع غيرك، أن تحب
لغيرك ما تحب لنفسك ، فأنت في قمة الإنسانية ، وأنت في قمة الأخلاق الحميدة ،
وبذلك تكون قد ارتقيت بالأنا إلى رُقيٍّ ما بعده رقيّ.
وفي سياقٍ متصل قال تعالى: في سورة الحشر آيقة
رقم (9) ﴿
...
وَيُؤْثِرُونَ
عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ صدق الله العظيم
.
ومن أفضل القصص في الإيثار حين أعطت امرأة بردةً
هدية لرسول الله صلّ الله عليه وسلم، فلبسها رسولنا الكريم وكان محتاجًا إليها،
فرآه أحد الصحابة ، فطلبها منه ، قال : يا رسول الله ما أحسن هذه
اكسنيها، فخلعها رسول الله صلّ الله عليه وسلم وأعطاها إياه، فقال الصحابة
للرجل: ما أحسنت بطلبك هذا، لقد لبسها رسول الله صلّ الله عليه وسلم محتاجًا إليها،
وسألته وأنت تعلم أن رسول الله لا يرد أحدًا، فقال الرجل: إني والله ما سألته
لألبسها، إنما سألته لتكون كفني، ...... واحتفظ الرجل بثوب رسول الله صلّ الله
عليه وسلم ، فكان كفنه.
أختكم أ. د سُميّة الزعبوط





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق