تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الأحد، 17 يوليو 2016

مفهوم التربية المستمرة

مفهوم التربية المستمرة
د. سُمية عيد الزعبوط

يُشير مفهوم التربية المستمرة إلى الطرق التربوية المتوافرة للإنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشيخوخة ، وبذلك فهي تُشير إلى نظام كامل ومنسق لمواجهة الطموحات الثقافية والتربوية للفرد في ضوء استعداداته خلال سنوات حياته عن طريق نشاطات العمل وترويجها".
ويحصر المهتمون بالمجال التربوي مفهوم التربية المستمرة  بالاحتفاظ بمكتسبات التعليم النظامي الذي تقدمه المدارس والجامعات، ومواصلة وتعميق الأنشطة التربوية خارج دائرة الإعداد المهني لتنمية مقدرة الفرد فيزيقياً وعقلياً وفنياً حتى يصل إلى حالة من النضج التام إلى السن التي  تسمح له بممارسة حقوقه كمواطن ، كذلك إعادة تأهيل وتطوير الكفاءة والمقدرة الخاصة بالفرد في مراحل حياته المختلفة بما يرتفع به إلى مستوى مناسب من الجودة والإتقان والتفوق في عمله، وتجديد المعارف وتنمية ملكة الفهم وإدراك المشكلات الخاصة بالأمة والعالم حتى يكون الأفراد على علم بطبيعة الأحداث ومجريات الأمور مهما اختلفت مراكزهم وتنوعت مسؤولياتهم، وبالتالي إتاحة فرص الإفادة من التراث الحضاري والمتجدد على الدوام.
ومن منطلق أن مفهوم التربية المستمرة يُمثل إحدى صور التربية بوجه عام، فهي بذلك تتناول تربية الإنسان رأسياً ، بمعنى تربيته طيلة سنوات عمره، وتتناول تربية الإنسان أفقياً بمعنى تربيته من خلال الأنشطة الثقافية والمهنية والاقتصادية كافة .
وتتضمن التربية المستمرة نظام تعليم الكبار الذي يتضمن نظام محو الأمية، ومن هنا فإن التربية المستمرة تتضمن تعليم الكبار ومحو الأمية ، وفي حال حققت برامج محو الأمية أهدافها من خلال تحويل الأفراد الأميين إلى أفراد لديهم المقدرة على توظيف المهارات الأساسية  كالقراءة والكتابة والحساب ، تلك المهارات التي تعد ضرورية لحياتهم اليومية؛ الأمر الذي يُسهم في انتقالهم من مرحلة الأميَّة إلى مرحلة اللا أميَّة، ومن اللا تعليم إلى التعليم.
وعلى ضوء ذلك، فإن هذا الانتقال يُسهم في تحقيق أهداف تعليم الكبار باعتبار أن محو الأمية  للكبير جزء من تعليم الكبار.
وتجدر الإشارة هنا أن برامج تعليم الكبار لا تحظي بأهمية كبيرة في الدول النامية شأنها شأن برامج محو الأمية ، وفي ذلك أشار عدد من المهتمين إلى أن ارتفاع نسبة التغير في التطورات الاجتماعية والتكنولوجية وفي ازدياد أعداد السكان لدى الدول النامية ، يُسهم في تدني المقدرة على استيعاب هذا التغير.

المراجع:
- بروسر، روي (1989)، تعليم الكبار في الدول النامية، ترجمة إبراهيم مهدي الشلبي، تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم .

- نشوان، يعقوب (2005)، التربية في الوطن العربي، عمّان: دار الفرقان للنشر والتوزيع.

هناك 3 تعليقات: