تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الأربعاء، 6 مايو 2020

التعاون (5) :بروفيسور سُمية الزعبوط

التعاون (5)
التعاون ضرورة من ضروريات الحياة، إذ لا يُمكن لفرد واحد أن يقوم بأعباء الحياة ومهامها كافة منفردًا، وإذا حصل وقام بها منفردًا فإما سيقع في أخطاءٍ هو في غنىً عنها، أو سيهلك نفسه ويظلمها ... فلا بدّ من التعاون طالما هناك آخرون في هذا الكون.
فالتعاون مع الآخر يُسهم في تنامي الإنتاج، كذلك يُسهم في الوصول إلى الهدف المنشود في الوقت المناسب، وأيضًا يُوفر الوقت والجهد ، وقد قيل: المرءُ قليلٌ بنفسه ، كثيرٌ بإخوانه.
أنظر أيها الإنسان إلى  العالم الآخر كعالم الحشرات مثلاً : النمل والنحل، وعالم الطيور ، سترى أن هذه المخلوقات تتعاون في جمع  طعامها وفي تخزينه، وفي صناعته، وتتعاون في الابتعاد عن مواطن الخطر، وفي الدفاع عن نفسها عند شعورها بالخطر ، وهنا يُمكن القول أن الإنسان أولى بأن يتخذ من التعاون ومشاركة أخيه الإنسان في إنجاز كثيرٍ من المهام ، فقد ميزه الله عن المخلوقات كافة بالعقل وبمقدرته على التفكير  . 
وفي ذات السياق فقد قال سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا" . متفق عليه،  وقال: " يدُ الله مع الجماعة" رواه الترمذي، وقال: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" . رواه مسلم.
وفي أخبار السلف ما يُؤكد قيمة التعاون، حين تعاون المسلمون بحفر الخندق في غزوة الخندق ، وكانت النتيجة أنهم نالوا نصرًا مؤزرًا على الأعداء، وفي قصة ذو القرنين حين تعاون الناس بجمع الحديد الذي بلغ طول الجبال ، وتعاونوا بصهره وجعلوه سدًا عظيمًا يحميهم من فساد المفسدين.وحين طلب سيدنا موسى عليه السلام من ربه أن يُرسل معه أخاه هارون ليعاونه في دعوته قائلاً في قوله تعالى في سورة طه ، الآيات  من (29 إلى 32): ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ، هَارُونَ أَخِي ، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾ صدق الله العظيم .  
ويُمكن الإشارة إلى التعاون غير المرغوب ، إذ نهى الله عنه، وهو أن يتعاون المرء ويشترك مع آخرين في مهام تؤول إلى الفساد والشر ، وفي ذلك قال تعالى في سورة المائدة آية رقم (2): ﴿ ... وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ...﴾ صدق الله العظيم .  
دمتم بخير..... أختكم أ. د سُميّة الزعبوط


              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق