تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الجمعة، 2 يونيو 2017

التطور التاريخي للجودة ...... د. سُمية عيد الزعبوط

التطور التاريخي للجودة
د. سُمية عيد الزعبوط

  يعود  أصول التفكير في مفهوم الجودة إلى حقب زمنية بعيدة، حيث كانت الدقة والإتقان هي المرادف الأساسي للجودة، ويعود ذلك إلى حضارات متعددة في مقدمتها الحضارة الفرعونية  كما في بناء الأهرام ، والحضارة الصينية  كما في بناء سور الصين العظيم ، والحضارة المسيحية  كما في بناء الكاتدرائيات،  والحضارة الإسلامية كما في بناء المساجد والقصور، حيث الدقة والإتقان في العمل والبناء والتصميم ، ومع تطور هذا المفهوم أعيد تشكيله بأبعاد جديدة، لا سيما منذ بدايات القرن العشرين حتى نهايته، إذ  ارتبط مفهوم الجودة  ارتباطًا وثيقًا بالإدارة كوظيفة أساسية.
 بناءً على ذلك ، فإن أساسيات الجودة موجودة منذ وجود البشرية ، ولكنها لم تعرف بالمفهوم الحديث إلا  حديثاً في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ السنوات الأولى من القرن العشرين عندما بدأت دراسات الزمن والحركة عام (1911م) التي نادى بها تايلور، وكانت مؤشرًا لولادة اهتمامات حديثة الكفاءة .
 وفي بداية الخمسينيات تبنت اليابان تطبيق المفاهيم الإحصائية للجودة،  كوسيلة لإعادة بناء البنية التحتية الصناعية في المجالات كافة ، الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في النجاح الذي حققته الشركات اليابانية في أواخر السبعينيات، وساعد ذلك على انتشار استخدام إدارة الجودة الشاملة خارج اليابان.
وعلى إثر ذلك انتقل تطبيق مفاهيم الجودة وإدارتها إلى الشركات الأوروبيـة والأمريكية التي بدأت في أوائل الثمانينيات الأخـذ بأفكار ديمنج حول كل من الإنتاجية، والتنافسية، والجودة، إلى أن غدت تدرس وتطبق في المعاهد والجامعات الأمريكية في منتصف التسعينيات.
ويُمكن دمج التطور التاريخي لمفهوم الجودة بثلاث مراحل ، - كنت قد ألمحت إليها فيما سبق -، على النحو الآتي:
المرحلة الأولى ( 1950م – 1959م) : في بداية الخمسينيات أظهر المفكر الأمريكي فيجن باوم Fagen Bawom)  ) مفهوماً يُشير إلى الرقابة الشاملة على الجودة ، وعلى إثر ذلك فقد عرف الرقابة الشاملة على الجودة بأنها: نظام فعال يؤدي إلى إنتاج السلع أو الخدمات بطريقة اقتصادية مطابقة لحاجات ورغبات المستهلك، ويتضمن تطوير وصيانة الجودة، وأشار أيضاً إلى  أن الجودة مسؤولية جميع الأفراد في المؤسسة سواء أكانوا يقومون بأعمال إدارية أم يقومون بأعمال فنية، وأكد بأنه يجب على كل فرد في المؤسسة التأكد دائمًا بأن مخرجات عمله سليمة وصحيحة من المرة الأولى.
المرحلة الثانية (1960م – 1980): ظهرت في بداية الستينيات فلسفات عديدة للجودة وإدارتها، كان أبرزها فلسفة الرواد الأوائل للجودة وهم : إدوارد ديمنج (Edward Deming) الذي وضع أسساً ومبادئاً للجودة تُمكن الإدارة  في المؤسسات من استخدامها لتحقيق ميزة تنافسية ، ثم ظهرت بعد ذلك في بداية السبعينيات فلسفة فيليب كروسبي (  Philip Krosbi) لذي حدد 14 خطوة لتطوير وتحسين الجودة وإدارتها، وأخيرًا ظهرت فلسفة جورانGoran) ) الذي أوضح بدوره ثلاث عمليات للجودة وهي: عملية التخطيط، وعملية التحسين، وعملية التطوير، وبذلك هدفت تلك الفلسفات إلى تحقيق هدف واحد هو العمل المستمر نحو تحسين الجودة.
المرحلة الثالثة (1995 - 1998 ): حدث في هذه المرحلة مجموعة من التطورات في عالم الجودة منها: نظام حلقات الجودة ، فريق الجودة بوصفها وظيفة أساسية للإدارة، تطبيق الجودة  مجالات عديدة مثل: الخدمات الصحية ، الرقابة البيئية، وتوليد الطاقة النووية وما شابه ذلك، كذلك برز في هذه المرحلة مفاهيم جديدة مثل: الجودة الشاملة، جودة الحياة (Quality of life) ، وجودة بيئة العمل، وظهرت خمس مجموعات من المعايير الدولية للجودة التي وضعتها المؤسسة الدولية للتوحيد القياسي(Organization International Standar ، فضلاً عن ظهور نظريات الجودة التي تمثل الأساس لما يعرف في عالم اليوم بمفهوم "إدارة الجودة الشاملة"  (Total Quality Management).


المراجع:

-Evans, J. (1993)." App life production and operation management" west Publication company,.
-Steren, Conn and Ronald, Barad .(1993). "Total quality management", apractical Guid for the real word sanfarancisco.
-Tunks,Roger (1992). "Fast track to quality", MC Grow- Hill inc,1992.
-Willie &Shirley Hopkin (1997). "Strategic Planning and Financial Performance Relationships in Bank "Strategic Management Journal ,Vol (18).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق