تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الأحد، 4 يونيو 2017

الجودة في القطاع التربوي ... د. سُمية عيد الزعبوط

الجودة في القطاع التربوي
د. سُمية عيد الزعبوط

  تعرف إدارة الجودة الشاملة في القطاع التربوي بأنها  "عملية إستراتيجية إدارية تركز على مجموعة من القيم، وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي تكمن  في إطارها، من توظيف مواهب العاملين واستثمار مقدرتهم الفكرية في مختلف مستويات القطاع التعليمي على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر للمؤسسة التعليمية.
 وتتمثل بذلك  بمجموعة من السمات التي تعبر بدقة وشمولية عن جوهر التربية وحالتها، بما في ذلك أبعادها من مدخلات، وعمليات، ومخرجات، وتغذية راجعة، وكذلك التفاعلات المتواصلة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة والمناسبة لمجتمع معين.
إذ إن التحسين المستمر هو أحد أسس إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التربويـة، ويتمثل فـي جهود مستمرة  لا تتوقف في عملية التحسين والتطوير سواء أكان ذلك في تحسين وتطوير الأداء، أم تحسين وتطوير التجهيزات أن تحسين المباني.
   وفي هذا الصدد يُمكن  اعتماد دليلاً إرشادياً لضمان تحقيق جودة الخدمات التعليمية على النحو الآتي:  
1.    الالتزام في بناء المعرفة.
2. وضع خطط ومشاريع لقيادة وتوجيه وتنظيم المهمات الأساسية ذات العلاقة بجودة التعليم.
3. إنشاء حلقات للنقاش المستمر والتطوير المتجدد بكل ما يتعلق بجودة الخدمات التعليمية.
4. تنظيم عمليات تطوير المهارات والخدمات الاستشارية التي تعزز وتعظم جودة الخدمات.
5. توفير بيئة مليئة بالحوافز والمكافآت وتقدير الأعمال المتميزة للكادر الأكاديمي والكادر الإداري.
6. العمل على تعظيم أداء العملية التعليمية من خلال التوزيع والتخصص والتعيين المناسب للموارد : البشرية، والمادية، والمالية.
7. إعداد وتطوير برنامج للمراجعة والرقابة يجمع بين النظرة الشمولية الداخلية، والنظرة الشمولية الخارجية.
مبررات ومزايا  تطبيق إدارة الجودة في القطاع التربوي
لا يتم تطبيق أي شئ دون أن يكون مبرر لهذا التطبيق، فهناك مبررات كثيرة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة ، وأن هذه المبررات وغيرها تؤكد أن تطبيق إدارة الجودة الشاملة في النظام التعليمي لا يتوقف عند تحسين الأداء، وإنما يهدف إلى تحسين المدخلات والعمليات والمخرجات، ويُمكن إجمال مبررات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في النظام التعليمي على النحو الآتي:
1)    ارتباط الجودة بالإنتاجية.
2)    ارتباط نظام الجودة بالشمولية في المجالات كافة.
3)    عالمية نظام الجودة ، فهو سمة من سمات العصر الحديث.
4)  نجاح تطبيق نظام الجودة الشاملة في العديد من المؤسسات التعليمية سواء في القطاع الحكومي أو الخاص في معظم دول العالم.
5)    ارتباط نظام الجودة الشاملة مع التقويم الشامل للتعليم بالمؤسسات التعليمية.
بناءً على ما تقدم، فقد حققت المؤسسات التربوية التي طبقت مفهوم إدارة الجودة نجاحات كثيرة في مجال الإنتاج ومجال الخدمات؛ الأمر الذي كان له الأثر في قيام مؤسسات أخرى والعمل علـى تطبيق هذا المفهوم، للمحافظة على وجودها واستمراريتها وبقاءها.
وكي تقوم المؤسسات التعليمية  بتطبيق إدارة الجودة لديها ينبغي العمل بالآتي:
1)   أن تفي المؤسسة بمتطلبات الطلبة وأولياء أمورهم والبيئة المحيطة.
2) أن تشرك جميــع العاملين في إدارة المؤسسة التعليمية كون كل فرد يؤدي دوره ومسؤولياته ومشاركته في التطوير والتحسين.
3)   أن تربط أقسام المؤسسة التعليمية وجعل عملها منسجمًا؛ الأمر الذي يُؤدي إلى الانضباط والالتزام.
4) أن تضمن جودة الخدمات التعليمية المقدمة  رغم اختلاف أنماط العاملين نتيجة لاختلاف بيئاتهم، أن تُسهم المؤسسة التعليمية في إيجاد نظام موثق لضمان الأداء في حالة تغيب أحد الأفراد أو ترك الخدمة .
5)   أن ترسخ صورتها صورة لدى المجتمع بالتزامها بنظم الجودة في خدماتها.
6)   أن ترفع من مستوى الوعي بجودة العمل والنظام لدى العاملين، من خلال التزامهم بتحقيق الجودة والمعايشة اليومية لها.
 ويُمكن توضيح مميزات تطبيق إدارة الجودة في المؤسسات التعليمية على النحو الآتي:
§   إن عملية تطبيق إدارة الجودة تُقلل من البيروقراطية الإدارية إلى حد كبير وتعمل على التخلص من الإجراءات المتكررة والمتعارضة أحيانًا، مع الالتزام في الوقت نفسه بالتعليمات الرسمية ، إن إن عملية تطبيق إدارة الجودة تُسهم في وجود نظام شامل ومدروس للمؤسسات .
§        إن عملية تطبيق إدارة الجودة تُساعد على تخفيض الهدر في الإمكانيات من حيث الموارد والوقت وغيرها .
من هنا فإن تطبيق إدارة الجودة تهدف إلى تعظيم الإنتاجية، وتحسين النوعية، وتلبية الاحتياجات، وبالتالي فإن التأكيد على الجودة مطلب وظيفي يجب أن يحتضن جميع جوانب العملية التعلمية والتربوية، حتى تستمر المؤسسة التعليمية بتقديم خدماتها بالشكل الذي يتناسب ومتطلبات العصر ويمكن حصر الأهداف التي تسعى المؤسسات التربوية والتعليمية إلى  الوصول إليها من خلال تطبيق نظم الجودة كما يلي:
v تطوير أداء جميع العاملين عن طريق تنمية روح العمل التعاوني الجماعي ؛ بهدف الاستفادة من جميع الطاقات وجميع العاملين بالمنشأة التربوية.
v ترسيخ مفاهيم الجودة الشاملة والقائمة على الفاعلية والفعالية تحت شعارها الدائم " أن نعمل الأشياء بطريقة صحيحة من أول مرة وفي كل مرة".
v   تحقيق نقلة نوعية في عملية التربية والتعليم تقوم على أساس توثيق البرامج والإجراءات،
وتفعيل الأنظمة والتعليمات والتوجيهات والارتقاء بمستويات الأداء.
v الاهتمام بمستوى الأداء للإداريين والمعلمين والموظفين من خلال المتابعة الفاعلة، وإيجاد الإجراءات التصحيحية اللازمة، وتنفيذ برامج التدريب المقننة والمستمرة، والتأهيل الجيد، مع تركيز الجودة على جميع أنشطة مكونات النظام التعليمي  (المدخلات -العمليات -المخرجات).
v اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية لتلافي الأخطاء قبل وقوعها، ورفع درجة الثقة لدى العاملين ، وفي مستوى الجودة التي تم تحقيقها والعمل على تحسينها بصفة مستمرة لتكون دائمًا في موقعها الحقيقي.
v الوقوف على المشكلات التربوية والتعلمية في الميدان، ودراسة هذه المشكلات وتحليلها بالأساليب والطرق العلمية المعروفة، واقتراح الحلول المناسبة، ومتابعة تنفيذها، مع تعزيز الإيجابيات والعمل على تلافي السلبيات.
المراجع:
عابدين، محمود عباس (1992). "الجودة واقتصادياتها في التربية"،  مجلة الدراسات التربوية،7(12).
عليمات ، صالح ناصر (2004). "إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية" ، عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع.
غنيم ، أحمد علي (2005). "تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالكفايات المهنية لدى المعلمين في المدارس الثانوية الحكومية للبنين بالمدينة المنورةمجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والاجتماعية والإنسانية ، 17 (2) .
-Hixon,J.and Lovwlace K. (1992). " Total qauality management challenge to Urban School " Educational Leadership,50 (3.(

-Massy,William,(2003), "Honoring the trust: Quality and cost containment in Higher Education ". New York: Anker Publishing,.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق