تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

السبت، 15 أكتوبر 2016

الأخلاق في الرؤية الإسلامية / د. سمية عيد الزعبوط

الأخلاق في الرؤية الإسلامية
د. سُمية عيد الزعبوط
تُعد الأخلاق في الرؤية الإسلامية الركيزة الأساسية لحفظ كيان الأمم، وبهذا جعل رسول الله " محمد"  صلى الله عليه وسلم الأخلاق هدفاً لرسالته، وبهذا أكد الإسلام على أن بقاء الأمم وازدهارها يرتكز على العناية بأخلاقها ، فإذا سقطت الأخلاق سقطت الدولة معها، وبهذا تكون الأخلاق السوية هي  الضامن لكل حضارة.
بناء على ذلك، يُشير ابن تيمية بقوله: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة، من هنا يُعد الإسلام منهجاً للحياة، وطريقةً للتفكير، وشكلاً للسلوك، وأسلوباً للمعيشة، ولذلك كانت أولى غاياته إعداد الإنسان بحيث يكون لديه المقدرة  على أن ممارسة الأخلاق الحسنة (فهد، 2001).
من هنا عرّف كثير من المهتمين الأخلاق في الرؤية الإسلامية بأنها : هي : " المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني، والتي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل"  (الشمري، 2008: 18).
وعرفها الغزالي (1998: 12) بأنها هي: " العنصر الملازم للصلاح والإيمان، وهي مجموعة المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني لتنظيم حياة الإنسان وتحديد علاقته بغيره على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم ".
ويرى آخرون أن الأخلاق هي: " طريقة للتعامل الإنساني، حيث يكون السلوك بمقتضاها له مضمون إنساني ويستهدف غايات خيرة ، والأخلاق والدين ، ويكاد يتطابق مدلولا الكلمتين في كثير من المواقف لشدة ما بينهما من تشابه (عبد الفتاح، 2001: 84).
ومن حسن الخُلُق مع الخلْق ما أورده العثيمين في كتابه مكارم الأخلاق، إن حسن الخُلُق مع الخلق يتمثل بحسن التعامل مع الأصدقاء والأقارب والأهل، فلا يضيق بهم ولا يُضيّق عليهم، بل يدخل السرور عليهم بقدر ما يمكنه في حدود شريعة الله (العثيمين، 2006).
ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:  "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"  )الترمذي، كتاب النكاح باب حسن المعاشرة(.
ويرى العثيمين (2006) أيضاً إن حسن الخلق يكون بالاكتساب، بمعنى أن الإنسان يُمّرن نفسه على النظر في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويبحث عن النصوص التي تُؤكد مدح ذلك الخلق العظيم، والمؤمن إذا رأى النصوص تمدح الأخلاق الحسنة فإنه يعمل بها، كذلك أن يصاحب من عُرِفوا بحسن الأخلاق، وفي هذا قال رسول الله "محمد" صل الله علية وسلم:  " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة) باب مجالسة الصالحين، مسلم والبخاري ( .
الأمر الذي يُؤكد الدعوة إلى مصاحبة من عرفوا بحسن الأخلاق والبعد عن مساوئ الأخلاق ، وأن يتأمل الإنسان ماذا يترتب على سوء الخلق؟ سيجد أن سيء الخلق ممقوت، مهجور، مذكور بالوصف القبيح، فإذا علم الإنسان أن سوء الخلق  يُؤدي بصاحبه إلى المقت والهجر فإنه سوف يلتزم بممارسة السلوك السوي والأخلاق الحسنة.
قائمة المراجع
- الشمري، هدى علي جواد ( 2008 )، الأخلاق في السنة النبوية، عمّان:  دار المناهج للنشر والتوزيع.
- عبد الفتاح جادو الحسين عبد الفتاح ( 2001 )، الفكر الأخلاقي ، القاهرة : دار العلوم للطباعة والنشر والتوزيع.
- العثيمين، محمد بن صالح ( 2006 )، مكارم الأخلاق، الرياض:  مدار الوطن للنشر .
- الغزالي، أبي حامد محمد بن محمد ـ ( 1998 )، خلق المسلم ، ط13، دمشق:  دار القلم للنشر والتوزيع.
- فهد، ابتسام محمد ( 2001 ) ، بناء منهج للتربية الخلقية في ضوء الرؤية القرآنية، عمّان:
      دار المناهج للنشر والتوزيع.


هناك تعليقان (2):