الأخلاق في النظرية الاجتماعية
د. سُمية عيد الزعبوط
يرى
كثيرٌ من المهتمين من خلال النظرية الاجتماعية لـ
سيلمان Selman ضرورة رصد
مراحل
النمو
الاجتماعي
الأخلاقي
بالاعتماد
على
طرح
قصص اجتماعية
أخلاقية
ليمثل
الفرد
الدور
الأخلاقي
فيها،
إذ يعتقد الطفل أن الآخرين يحملون
نفس
الفكرة
التي
يحملها،
وذلك في مرحلة الطفولة المبكرة
لغاية 6 سنوات،
ولغاية 8 سنوات
يدرك
الطفل أن
للآخرين وجهة نظر مختلفة،
إلا
أنه
يعتقد
أن
كل
واحد
سيوافق
على
نفس
وجهة
النظر
إذا
كان لديه
نفس
المعلومات،
بمعنى إنه يرى أن
وجهات
النظر تتحدد من الخارج
، ويتضح اختلاف
وجهات
النظر
للفرد
وإن
توفرت
نفس
المعلومات
للجميع
وهذه
القدرة
الجديدة
تمكن الفرد
من
توقع
ردود
أفعال
الآخرين
حيال
سلوكه
الأخلاقي
وذلك من سن 8 إلى 10 سنوات، ويتم تقدير الطبيعة الكلية
للتفكير
عند
الآخرين،
مما
يعني
القدرة
على
إدراك
وجهتي
النظر
المختلفتين
في
نفس الوقت
ويحدث ذلك عند الطفل في سن 12 سنة ، ويتم تقدير الأعراف
والعادات
والتقاليد
، إذ ينظر الفرد
إلى
الأعراف
كوسائل
لحل
المشكلات
والتناقض
في وجهات
النظر،
بالإضافة
إلى
إدراك
أهمية
احترام
القيم
المختلفة
للأفراد،
ويتمكن الطفل من ذلك إلى سن 15 سنة (قناوي،(2001.
وتُشير
نظرية
إمیل
دوركایم
Emile Dorcaym إلى إن المجتمع يتكون
من
مجموعة
من
العقائد
مكونة
من
أجل
الدفاع عنه، وتعتمد عقوبة من يتصف
بالأخلاق
السيئة،
صيانة
لعقائد المجتمع،
إذ
تُؤمن
النظرية
بأن
الأخلاق
مفروضة
على
الفرد
من
المجتمع
، وبالتالي فالمجتمع مصدر
الأخلاق
(عبد الفتاح، 2001).
وتتضمن
نظرية
المنهج
التربوي
ثبات الأخلاق عن طريق تكوين
العادة
والتعامل
بالثواب
والعقاب
والتلقين،
إذ
لا
يلتزم
الفرد بالأخلاق
التي
تعلمها
التزاماً
تاماً،
بل
إنه
يغفل
عنها،
وينسى
ويتراخى،
ويبدأ الفرد مرحلة الوعي
الحقيقي
للأخلاق
والعادات القريبة
من
الضبط
والالتزام
الخلقي،
ويتم
تثبيت
الأخلاق
عن
طريق
الحوار
والمناقشة
العقلية، ولكون
الفرد
قادراً
على
الاقتناع
وحدوث
الرضا
الداخلي
لديه،
الأمر
الذي يُؤدي إلى تحمله مسؤولية الالتزام
والانضباط
الداخلي،
وهنا يقع التكليف الشرعي
على
الفتى،
ويصبح
مخاطباً
بالأوامر
والنواهي
والتوجيهات الشرعية،
ويشعر الفرد بحساسية مرهفة نحو
ما
يقوم
به
من
سلوك وتصرفات
وعلاقات،
بحيث
تحتوي
أية ممارسة للسلوك
الأخلاقي
على
تصور
واستحضار
لعظمة
الخالق،
وأنه
مطلع
عالم
قريب
حفيظ،
ويكون
السعي لرضا
الله
وطاعته
من
الغايات
الأساسية
والمؤثرة
في
اتجاهات
الفرد
الأخلاقية
والسلوكية، بالإضافة إلى إن
الشعور
بالمسؤولية
ذاتياً،
إذ أن الذي يعمل على
محاسبة
النفس هو
المراقب الذاتي الداخلي المرتبط
بالوعي في
النظام الأخلاقي ، وتُعد هذه
المرحلة
من
أرفع
المراحل وأشملها
وأعمقها،
وذلك في حالة النضوج الجسمي والعقلي
والنفسي
للفرد ( الصنيع، 2001).
وهنا
يُمكن الإشارة إلى أن التربية الأسرية تُؤثر تأثيراً
مهماً في النمو
الأخلاقي
للفرد،
إذ إن الشعور بالاستقرار العائلي والأمن،
والشعور
بالحب والحنان،
وقلة
الصراعات
الأسرية
وعدم
إقحام
الطفل
فيها،
والتفاعل
السليم
القائم
على الاحترام
المتبادل
بين
الإخوة
والأقران
تعتبر
من
أهم
العوامل
التي
تؤثر
في
نمو
إدراك الطفل
للقواعد
الأخلاقية،
ولكي یتمكن الفرد
من تنمیة
شخصیته، ينبغي تربيته أخلاقیاً من أجل خیره وخیر
مجتمعه، وخير الإنسانية
؛ إذ إن الهدف من
التربية
الأخلاقية
هو
إحداث
السلوك
الأخلاقي
الذي يتأتى
من
تكراره
.
قائمة المراجع
- الصنيع، صالح بن إبراهيم ( 2001 ) الإرشاد الأخلاقي
من
منظور
إسلامي،
مجلة
الإرشاد النفسي،
جامعة
عين
شمس، العدد 13.
- عبد الفتاح جادو الحسين عبد الفتاح (
2001 ) الفكر
الأخلاقي
، القاهرة : دار العلوم للطباعة والنشر والتوزيع.
- قناوي، هدى محمد وعبد المعطي، حسن مصطفى ( 2001 ) علم
نفس
النمو
،
القاهرة : دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق