تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الجمعة، 2 سبتمبر 2016

السمع هو الأصل في تلاوة القرآن الكريم



 الأصل في قراءة القرآن الكريم: السمع
د. سُمية عيد الزعبوط

إن الأصل في قراءة القرآن الكريم هو السمع، من هنا لا يجوز أن يُقرأ القرآن إلاّ بعد أن يُسمع؛ وذلك لمعرفة أن هذه تُقرأ : ( ألف، لام ، ميم) في بعض  سور القرآن الكريم ، وتلك تُقرأ ألم في سورة الشرح مثلاً، مع أن الكتابة في كليهما واحدة ، لذلك ينبغي الاستماع إلى فقيه يقرأ القرآن قبل قراءته، فما الذي جعل رسول الله محمد صل الله عليه وسلم ينطق (ألم) في سورة البقرة بأسماء الحروف (ألف ، لام ، ميم) وينطقها نفسها (ألم ) في سورتي الشرح  والفيل بمسميات الحروف، لا بد أن رسول الله محمد صل الله عليه وسلم قد سمعها من الله عز وجل كما نقلها إليه جبريل عليه السلام، فالقرآن له تميز خاص به ، فهو ليس كأي كتاب يُقرأ ؛ لأنه تارة يأتي باسم الحرف، ويأتي تارة أخرى بمسمى الحرف، من هنا لا يُمكن أن نعرف هذه الأمور إلاّ إذا تم الاستماع لقارئ يقرأ القرآن.
ويتميز القرآن بأنه مبني على الوصل دائماً وليس مبنياً على الوقف، ، فإذا قُرئت﴿ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ آخر آية في سورة يونس، يتبين أنه يوجد على النون فتحة كي يتم وصلها بما بعدها وهو بسم الله الرحمن الرحيم  وليس سكوناً.
من هنا فإن  آيات القرآن الكريم مبنية على الوصل ويُستثنى من ذلك فواتح السور المكونة من حروف فهي مبنية على الوقف، فحين نقرأ مثلاً "ألم" من سورة البقرة  نقرأ ألفاً عليها سكون ولاماً عليها سكون وميما عليها سكون ، بمعنى آخر تتم قراءة الحرف منفرد بوقف، مع أن الوقف لا يوجد في نهاية سور القرآن الكريم ولا يوجد في آيات القرآن كافة.
وبدأت بعض سور القرآن الكريم بحرف واحد مثل قوله تعالى في سورة ص  ﴿ صج وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ ﴾ ، وقوله تعالى في سورة القلم ﴿نج وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ بحيث أن ص ليس آية مستقلة، وكذلك ن ليس آية مستقلة، في حين " ألم" في سورة البقرة ، و" يس" في سورة يس ، وطس" في سورة النمل ، و" حم" في سورة غافر وسورة فصلت وما إلى ذلك هي آيات مستقلة ، فالحروف ليست موصولة بالآية التي بعدها ، و" ألم" في سورة البقرة وآل عمران، والعنكبوت والروم والسجدة ولقمان يتبين أنها مستقلة، و" ألر" في أكثر من سورة ليست مستقلة بل موصولة بما بعدها وتُعد جزءً من آية .
وبما أن الحروف في اللغة العربية نوعان: الحرف المبني: (ألف، باء، تاء..... وما شابه ذلك، وحرف المعنى: ( في، من، إلى، على )، فالحرف المبني ليس له معنى، إذ يدل على الصوت فقط ، من هنا فالسؤال عن معنى تلك الحروف غير صحيح وخطأ ، فلا يجوز أن نسأل عن معناها ؛ لأنه في الأصل اللغوي ليس لها معنى، أما النوع الثاني من الحروف وهو حرف المعنى فإن:  في تدل على الظرفية، ومن: تدل الابتداء، وإلى: تدل على الانتهاء، وعلى: تدل على الاستعلاء فهي حروف معنى .
ويتبيّن أن  الحروف المبنية في أوائل بعض سور القرآن الكريم قد خرجت عن قاعدة الوصل لأنها مبنية على السكون ، وتتمثل الحكمة من وجودها في القرآن الكريم على هذا الوجه بقول رسول الله صل الله عليه وسلم " من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف وميمٌ حرف (رواه الترمذي).
لذلك والله أعلم ذكرت هذه الحروف بوصفها حروفاً استقلالية لنعرف ونحن تلو القرآن الكريم أننا نأخذ حسنة على كل حرف والحسنة بعشر أمثالها.
لله الحمد والفضل والمنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق