الاقتصاد المعرفي

الاقتصاد المعرفي

    د. سُمية عيد الزعبوط

تزايد الاهتمام بالمدخل المعرفي، وتحديداً في الأطر النظرية المنبثـقة عنه، وازداد هذا الدور أهمية مع سيادة مفهوم عصر المعرفة الذي من متطلباته ضرورة  التفكير مع المعلومات، واكتسبت تلك المعرفة أهمية واضحة عبر المؤسسات المختلفة منها الجامعات ؛ إذ  يبرز الدور المتزايد للجامعات في إنتاج المعرفة وتثمينها، وتحديداً إذا كان  التعليم يعتمد على التقنية، وعلى الدعائم التقنية والمقاربات المفاهيمية  المعرفية التي أفرزتها أنظمة التعليم الحديثة في تنمية القدرات العلمية وتكوين الكوادر البشرية تكويناً علمياً وتقنياً بشكل يتوافق مع المتغيرات الجديدة (إبراهيم، 2013).

ويشير الواقع الذي نعيش فيه  إلى وجود علاقة ارتباطية بين نوعية الاقتصاد المعاصر، وطبيعة الأنظمة التعليمية، فالاقتصاد المعاصر يقوم على سلطة المعرفة، وقوة المعلومة، وانتشار التقنية، كما يشير ذات الواقع إلى طبيعة العلاقة بين ما يقوم عليه الاقتصاد المعاصر وبين أنماط التعليم، لذا تزايدت أهمية المعلومات بالموازين الاقتصادية في ضوء مستويات الدلالة الاقتصادية للمعلومات في التقنيات الحديثة كشبكة الانترنت، وشبكات الاتصال في كامل مساحة النشاط الإنساني، فأصبحت سلعة وخدمة اقتصادية، تعد قواعد بياناتها وبرمجياتها التطبيقية موارد اقتصادية مهمة، وأضحت المعلومات بمنظور عصرنا الراهن مالاً ومورداً خصباً (الزبيدي، 2008)

بناء على ذلك ، يعرف الاقتصاد المعرفي بأنه الاقتصاد الذي يدعم الحصول على المعرفة، والمشاركة فيها، واستخدامها، وتوظيفها، وابتكارها، بهدف تحسين نوعية الحياة بمجالاتها كافة، من خلال الإفادة من خدمة معلوماتية ثرية، وتطبيقات تكنولوجية متطورة، واستخدام العقل البشري كرأس للمال، وتوظيف البحث العلمي، لإحداث مجموعة من التغييرات الاستراتيجية في طبيعة المحيط الاقتصادي وتنظيمه ليصبح أكثر استجابة وانسجاماً مع تحديات العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعالمية المعرفة، والتنمية المستدامة بمفهومها الشمولي التكاملي (خلف، 2007)

ويشير مفهوم اقتصاد المعرفة إلى دمج التكنولوجيا الحديثة في عناصر الإنتاج  لتسهيل إنتاج السلع ومبادلة الخدمات بشكل أبسط وأسرع، ويستخدم لتكوين وتبادل المعرفة كنشاط اقتصادي، بمعنى: أن يكون التعامل مع المعرفة كسلعة (الزبيدي، 2008).

ويتصف اقتصاد المعرفة بالرقمية، حيث أنه يتم خزن ومعالجة البيانات من خلال التقنيات الحديثة كالحاسوب والشبكة العالمية (الإنترنت)، ويتصف أيضاً بالافتراضية، مما يؤثر بشكل كبير على حجم وخزن ومعالجة المعلومات، فمع الرقمية، وشبكة الإنترنت، وانحسار قيود الزمان الذي أصبح واقعاً لاقتصاد المعرفة، بات العمل الافتراضي  (Virtual Work) حقيقة واقعة  مع انتشار الأسواق الإلكترونية في ظل التطورات التكنولوجية التي تتميز بسرعة تدفق المعلومات عن المنتجات وأسعارها، وتدعم الوعي بالقضايا الأخلاقية لدى الأفراد والمنظمات نتيجة للتدفق الحر للمعلومات عبر الشبكة الإلكترونية (Grant, Malloy & Murphy,2009).

ويمتاز اقتصاد المعرفة باستثماره في الموارد البشرية باعتبارها رأس المال الفكري ، وفي اعتماده على القوى العاملة المؤهلة والمتخصصة،حيث ينتقل النشاط الاقتصادي من إنتاج وصناعة السلع إلى إنتاج وصناعة الخدمات المعرفية، ويمتاز أيضاً باعتماده على التعلم والتدريب المستمرين، وإعادة التدريب، وتوظيفه لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتفعيله لعمليات البحث والتطوير كمحرك للتغيير والتنمية،حيث يرتفع دخل صناع المعرفة ( سلمان، 2004).

المراجـــــــــــــــــــــع:

إبراهيم، غسان عبد الهادي (2005)،  " تقنية المعلومات و الكومبيوتر"، ورقة بحثية، تم استرجاع المعلومات عن الشبكة الإلكترونية،متوفر: www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=43968  .

- خلف، فليح حسن (2007)، " اقتصاد المعرفة"،عمان: عالم الكتب للنشر والتوزيع.

 - الزبيدي، صباح حسن(2008) ،" دور الجامعات العربية في بناء مجتمع المعرفة"، مؤتمر جامعة الحسين بن طلال الدولي بعنوان: الإرهاب في العصر الرقمي، عمّان ، في الفترة من 10 ـ 13 تموز.

- سلمان، رشيد (2004)، " البعد الاستراتيجي للمعرفة"، دبي:  مركز الخليج للأبحاث والنشر.

- Grant D., Malloy A., & Murphy M. (2009),"Comparison of Student Perceptions of their Computer Skills to their Actual Abilities "Journal of Information Technology Education, North Carolina Central University.