تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

السبت، 27 فبراير 2016

لقاء في القمة مع البسملة

لقاء في القمة مع البسملة
د. سُمية عيد الزعبوط
إن كل شيء يتم في هذا الكوْن باسم الله، ولهذا علمنا الله عز وجل أن نبدأ كل فعل باسم الله ؛ لأن لفظ الجلالة الله هو الاسم الجامع لصفات الكمال سبحانه وتعالى كافة، فالمريض الذي يحتاج الشفاء يحتاج لاسم الله الشافي ، والذي يريد الرزق يحتاج لاسم الله الرازق وهكذا ، إلاَّ أن بسم الله تجمع صفات الله سبحانه وتعالى كافة.
 أما الذين لا يبدأون أعمالهم باسم الله فكأنهم يريدون الجزاء المادي فقط ، فالإنسان غير المؤمن الذي لا يبدأ عمله باسم الله ، والإنسان المؤمن الذي يبدأ عمله باسم الله ، كلاهما يأخذ عطاء رزقه في الدنيا لأن الله رب للجميع له عطاء ربوبية يشمل خلقه في الحياة الدنيا، إلا أن المؤمن الذي يبدأ أعماله باسم الله  يأخذ عطائيْن: عطاء الحياة الدنيا وعطاء الحياة الآخرة، بينما الذي لا يبدأ أعماله باسم الله يأخذ عطاء الحياة الدنيا فقط.
وفي هذا يُمكن القول كيف أبدأ بسم الله وقد عصيت وأخطأت، وهنا يُمكن القول أيضاً لقد أعطانا الله عز وجل الطريقة التي نبدأ بها وهي: بسم الله الرحمن الرحيم ، وفي هذا دلالة أن الله سبحانه لا يتخلى عن العاصي بل يفتح له باب التوبة ويحثه عليها ، فلا تستحي أيها الإنسان فالله يطلب منك أن تبدأ وتقول بسم الله الرحمن الرحيم لأن رحمته تسع ذنوب خلقه  وهو الذي يغفرها جميعاً، إذ إن الله سبحانه يفتح لنا أبواب التوبة باباً تلو الآخر ، فنعصي  فلا يأخذنا بذنوبنا ولا يحرمنا من نعمه ولا يُهلكنا بما فعلنا، من هنا سارعوا وابدأوا أعمالكم جلها بقولكم بسم الله الرحمن الرحيم ، فما دام الله سبحانه هو الرحمن الرحيم فإن أبواب الرحمة لا تغلق.

بناء على ذلك ، يتبين لنا أن كلمتيْ رحمن ورحيم هما من صيغ المبالغة لصفة راحم، إذ جاءت إرادة الله على أن يكون رحمن ( كثير الرحمة بصيغة المبالغة) في الدنيا لكثرة عدد الذين يشملهم الله بالرحمة فرحمة الله في الدنيا تشمل المؤمن والكافر والعاصي ، بحيث يرزق من آمن به ومن لم يؤمن به، بمعنى أن عدد الذين تشملهم رحمة الله في الدنيا كثير فهم كل المخلوقات كافة بصرف النظر عن إيمانهم وعدم إيمانهم.
وبالنسبة لرحيم فقد جاءت إرادة الله لأن يكون رحيماً في الآخرة ( كثير الرحمة بصيغة المبالغة) بالمؤمنين فقط ، وهم أقل عدداً من الذين تشملهم رحمة الله بكلمة رحمن بالدنيا ، وحين نتساءل فمن أين تأتي المبالغة في الرحمة في( رحيم ) ؟ من هنا يُمكن القول أن المبالغة في أن الله رحيم في الآخرة تأتي في العطاء وفي الخلود، فالمبالغة هنا في كثرة النعم وخلودها وليس بكثرة الحاصلين على النعم كما في الدنيا، بمعنى آخر إن المبالغة في رحمن تأتي بعمومية عطاء الله في الدنيا (للمؤمن والكافر)، إذ يشمل جميع خلقه، بينما المبالغة في رحيم تأتي بخصوصية عطاء الله في الآخرة (للمؤمن) بالإضافة إلى كثرة النعم وخلودها.


تحياتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق