التربية والتربية العملية

التربية والتربية العملية

د. سُمية عيد الزعبوط

تتضمن التربية مجموعة من الأفعال والمؤثرات المتعددة التي توجه حياة الفرد، وتسهدف نموه في جوانب شخصيته كافة: ( الروحية والعقلية والبدنية والنفسية والاجتماعية ، وما شابه ذلك)، كما تسير به نحو كمال وظائفه عبر تكيفه مع البيئة المحيطة به، وبذلك يُعرفها جون ستيوارت ميل بأنها: " كل ما نفعله نحن من أجل أنفسنا ، وكل ما يفعله الآخرون من أجلنا؛ من أجل تقريب أنفسنا من كمال طبيعتنا" .

الأمر الذي يُؤكد إن التربية لا تعني عملاً واحداً ومهمة واحدة من حياة الإنسان، بل هي جملة من المهام والمؤثرات المتنوعة، بحيث لا تحدد بفترة زمنية معينة من حياة الإنسان، وهي نظام يشمل عناصر مترابطة ( الأهداف، المحتوى، الأنشطة، التقويم) ، إذ يعد المعلم من أهم مدخلات هذا النظام ، ويُعد الطالب من أهم مخرجاته.

ويُعد التعليم (الأنشطة) أيضاً نظاماً ويشمل ذات العناصر التي تتضمنها التربية ، فضلاً عن أنه يشمل ذات المدخلات والمدخلات، وإن عملية ربط التربية بالتعليم يجعل من التعليم أحد عناصر التربية ؛ الأمر الذي يعني إن التربية العملية هي أيضاً  التعليم مع وجود فرق يتمثل بمن يقوم بكل منهما، إذ يقوم بالتربية المهنية المتخصصون وأصحاب الخبرات والمهارات الخاصة بالتربية المهنية ، وغالباً مايقوم بها هم من أساتذة الجامعات، في حين يقوم بعملية التعليم المعلمون المؤهلون بعملية التعليم.

       ويُشير مفهوم التربية العملية إلى الجانب التطبيقي من برنامج إعداد المعلمين الذي يعني بتأهيل المعلمين وتدريبهم للقيام بوظتفهم داخل وخارج الصف، ويعني أيضاً بإشراف المعلم المدرب.

وتتمثل مراحل تدريب التربية العملية بالمشاهدة والمشاركة والممارسة، وتتكون تلك المراحل من الآتي:

المكون المعرفي (Cognitive Domain) ويتضمن المفاهيم والمبادىء والعمليات التربوية والنفسية والعقلية المختلفة عبر برنامج تربية وإعداد المعلمين.

المكون الانفعالي (Affective  Domain) ويتضمن الاتجاهات والقيم من خلال المنهاج والتعلم والمجتمع والإدارة عبر برنامج تربية وإعداد المعلمين .

المكون الأدائي (Psycho- Motor  Domains ): ويتضمن الكفاءات والمهارات الأدائية التي يحتاجها المعلم؛ لتنظيم التعلم عبر برنامج تربية وإعداد المعلمين .

بناءً على ذلك فإن التربية العملية تضم الأنشطة والخبرات كافة، بحيث يُعد لها وتُنظّم في إطار برنامج تربية وإعداد المعلمين، فهي تُسهم في تحضير الطالب المعلم ليكتسب الأساليب التعليمية والكفاءات المهنية والسلوكية التي يحتاجها لأداء مهامه داخل وخارج الصف.

من هنا فإن التربية العملية هي نفسها عملية تعليم ، من منطلق إن التعليم نظام رباعي يشمل الأهداف والمحتوى والأنشطة والتقويم، كذلك فإن التربية العملية نظام رباعي يشمل الأهداف والمحتوى والأنشطة والتقويم.

أنظر : الدكتور عمر عبد الرحيم نصر الله، " أساسيات في التربية العملية " الطبعة الثانية، عمّان: دار وائل للنشر والتوزيع، 2008م.