إضاءة تربوية ( الغزو الثقافي التربوي)
..... 7
د. سمية عيد الزعبوط
يتصف التعليم في الوطن العربي بالازدواجية بين الأساليب
الحديثة في التعليم، والتي تعني بالجانب التطبيقي واستخدام المجالات التعليمية
الحديثة عبر وسائل الاتصال والتكنولوجيا وبين الأساليب التقليدية، التي تعتمد
الحفظ وحشو المعلومات والتركيز على الجانب النظري.
إذ تركز الأساليب التقليدية في التعليم على الجانب
الأكاديمي العام وإهمال التعليم التقني والفني، وبذلك فهي لا تهتم بالأشكال
التعليمية غير النظامية مثل: تعليم الكبار التعليم المستمر، الأمر الذي يجعل
التعليم في الوطن العربي ينحصر على الشكل النظامي المحدد بفترة زمنية محددة ، في
حين تُهمل مرحلة الحضانة وما قبل المدرسة، ويُهمل التعليم المرافق للتعليم
النظامي، ويُغض النظر عن دورهما في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتعبر فلسفة التعليم في الأقطار العربية عن سمة تخلف
حضاري وتراجع تربوي ليكون ذلك أثراً من آثار الرأسمالية العالمية، إذ ارتبط
الاقتصاد العربي باقتصاد الدول المتقدمة ارتباطاً تبعياً ؛ الأمر الذي يُحتم نقل
الأفكار الغربية وتقليد النماذج التربوية العالمية ، مما أدى إلى انبهار العقول
العربية بها والأخذ منها كما هي دون إجراء البحث والتنقيح والتقييم لتلائم حضارتنا
وثقافتنا وأفكارنا، فما كان إلاّ ما نراه من واقعٍ يشوبه الممارسات السلبية
الناجمة عن الغزو الفكري والثقافي للعقول العربية.
بناء على ذلك، تحتاج التربية في الأقطار العربية إلى
التركيز على النوعية عبر إعداد الأفراد القادرين على الاستفادة من التسارع المعرفي
والمعلوماتي والتكنولوجي، في ضوء فلسفة تربوية عربية تُؤمن بقيمة الفرد وحريته
ومقدرته على التغيير والتطوير، وفي ضوء فلسفة تربوية عربية تُوفر الإمكانيات
المادية وتُلبي الحاجات المهنية والبحثية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق