لقاء في القمة مع أحوال الخلق
د. سُمية عيد الزعبوط
بتصرف
عن زاد الميـعاد في خير العباد للإمـام شمـس الدين محمد بن
أبي بكر بن قيـم الجوزيـة المجلد الأول، الجزء الأول بيروت/ دار الكتب العلمية
لقد اختار الله سبحانه وتعالى الأنبياء من ولد آدم عليه
السلام، منهم الرسل، واختار اولي العزم منهم وهم خمسة، المذكورين في سورة الأحزاب
والشورى في قوله تعالى : ﴿ وإذْ أخذْنَا من النبيينَ ميثاقَهُمْ ومِنْكَ ومِن نوحٍ
وإبراهيمَ وموسى وعيسى ابنِ مريم َ﴾ ]الأحزاب : الآية 7[ وقال تعالى : ﴿ شَرَعَ لَكُمْ من
الدِّينِ ما وصَّى بِهِ نُوحاً والَّذي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ وما وَصَّيْنَا بهِ
إبراهيمَ وموسى وعيسى أَنْ أَقيموا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ َ﴾ ]الشورى : الآية 13[ واختياره منهم الخليليْن إبراهيم
ومحمداً صلّ الله عليه وسلم.
وكذلك اختار تعالى ولد اسماعيل من أجناس بني آدم ثم اختار
منهم بني كنانة من خزيمة ثم اختار من ولد كنانة قريشاً ومن قريش بني هاشم ثم اختار
من بني هاشم سيد ولد آدم محمداً صلى الله عليه وسلم .
واختار أصحابه من صحبة العالمين واختار منهم السابقين
والأولين ومنهم أهل بدر وأهل بيعة الرضوان واختار لهم من الدين أكمله ومن الشرائع
أفضلها ومن الأخلاق أزكاها وأطيبها وأطهرها ، واختار أمته صلّ الله عليه وسلم على
سائر الأمم ، إذ قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " أنتم موفون سبعين أمة
أنتم خيرها وأكرمها على الله "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق