ثقافة الولاء ... إلى أين
د. سُمية عيد الزعبوط
يشهد العالم اليوم زيادة مطردة في الاهتمام بمفهوم
الولاء، حيث أصبحت المؤسسات التعليمية ومنها الجامعات تدرك أكثر من أي وقتٍ مضى
أهمية مفهوم الولاء، إذ أُشير إلى إن " تكلفة جذب ولاء فرد واحد هي خمسة أضعاف
تكلفة المحافظة على ولاء آخر" (Kotler & Keller, 2009).
في حين أصبحت الجامعات تواجه مهمة صعبة لا تقتصر فقط على
متابعة وملاحقة التطورات التكنولوجية وتوظيفها لتحقيق أهدافها، ولكن عليها
المبادرة بالتطوير وصنع التغيير بما يتلاءم مع تطورات العصر، من هنا كان الولاء من
أولويات متطلبات المؤسسات التعليمية والجامعات في المحافظة على الطلبة.
حيث تُعد عملية تكوين الولاء لدى طلبة الجامعات عملية
صعبة ، وذات تأثير وأبعاد مختلفة، وقد تعددت الآراء بشأن العوامل المسببة للولاء
تبعاً لتعدد الدراسات والمجتمعات التي تجري فيها، إذ ما زالت الجامعات تعاني من بعض التحديات والصعوبات في ظل واقعٍ يشوبه
الاضطراب في الولاء.
من هنا فإن ضعف ولاء الطلبة لجامعاتهم أدى إلى انتشار
ظواهر سلبية عديدة تصب جلها في بوتقة
العنف الجامعي، إذ يُسهم ضعف الولاء لدى
الطلبة الجامعيين في ضعف التحصيل المعرفي،
وممارسة السلوك غير المرغوب في المجتمع؛ الأمر الذي يُؤي إلى العنف الجامعي،
وبالتالي العنف المجتمعي.
في هذا الصدد فإن الجامعة التي تنظم عدد من الرحلات
لتوثيق الروابط بين طلبة الجامعة، والتي تعقد الندوات الثقافية والعلمية باستمرار؛
لترسيخ ثقافة التعامل الأخلاقي في عقول الطلبة، والتي تشجع العمل التطوعي ؛ لتوثيق
العلاقة بينها وبين المجتمع المحلي، والتي تحرص على عقد لقاءات متبادلة بين طلبة
الجامعات الأخرى يتخللها إتاحة الفرصة لطرح الآراء المختلفة واحترام الرأي الآخر ؛
من أجل التبادل الثقافي بين الطلبة؛ حتماً سيُؤدي ذلك إلى ترسيخ ثقافة الولاء لدى
الطلبة .
Kotler, P& Armstrong,
G.( 2009) "Marketing: An Introduction" 11th Ed., Prentice Hall, New Jersey .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق