تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الأحد، 26 يوليو 2015

المعلم والعملية التربوية

المعلم والعملية التربوية
د. سُمية عيد

حظيت التربية بعناية بالغة واهتمام كبير من فئات المجتمع كافة، نظراً لحساسية الدور الذي تؤديه في تربية الأجيال الناشئة لقيادة وصناعة المستقبل، إذ يتم إيجاد أهم عناصر تنمية المجتمع وتقدمه عن طريق التربية عبر إعداد القوى البشرية المدربة والمؤهلة، فالتربية هي عملية تفاعل مستمر مع المجتمع بكل مؤسساته، وبهذا يكون هدفها الأسمى هو تنشئة الجيل الجديد واعداده إعداداً يُسهم في تقبل التغيير والتكيف مع الوضع القائم والاستعداد للمستقبل.
من هنا تسعى العملية التربوية إلى مساعدة المعلمين على تنمية وتطوير أدائهم للنهوض بالعملية التعليمية التعلمية على أكمل وجه، حيث تعد مهنة التعليم من أسمى المهن وأقدسها، إذ يُمكن القول  إن نجاح المدرسة أو فشلها في تحقيق الأهداف المنشودة يُعزى إلى المعلم.
بناءً على ذلك، يُعد المعلم الركيزة الأساسية في المدرسة، فمهما توفر في المدرسة من أبنية وتجهيزات، فلن تكن ذات فاعلية ما لم تتخذ المعلم المؤهل المؤمن برسالته سندًا لها، فكان من الضروري إعداد المعلم  لبناء أجيال المستقبل، فإذا كان المعلم قادراً على تحقيق الأهداف ؛ فإن المقدرة على  بناء جيل صاعد يعتمد عليه تصبح حقيقة، فإعداد المعلم الكفء ينبغي أن يحظى بالاهتمام والدراسة.
وبالرغم من  كل المستجدات التي زخر بها الفكر التربوي وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تيسير العملية التعليمية، سيظل المعلم هو العامل الرئيس في هذا المجال، من منطلق إنه ينظم الخبرات ويديرها وينفذها في اتجاه الأهداف المحددة ، إذ لم يعد دوره يقتصر على تزويد المتعلم بمختلف أنواع المعرفة وحشوها في ذاكرته فحسب، بل أصبح موجهاً ومرشداً وميسراً لإكساب المتعلم المهارات والخبرات والعادات وتنمية الميول والاتجاهات والقيم التي تعمل على تغيير سلوكه نحو الأفضل.
كذلك فإن معرفة المعلم بمجال تخصصه، وإلمامه بطرائق التدريس، وتمكنه من الكفايات اللازمة التي يجب إتقانها ليكون قادراً على أداء مهماته التعليمية والإدارية من الأمور المسلم بها والمهة في العملية التعليمية.

من هذا المنطلق، فإن معلم اليوم يُواجه تحديات جمة نتيجة التسارع المعرفي الذي يشهده هذا القرن حيث أصبح نمو المعرفة يتضاعف بسرعة لم تعرف البشرية مثلها من قبل؛ الأمر الذي يُسهم في تضييق الفجوة بين ظهور النظرية وتطبيقاتها بصورة كبيرة، إذ فرض هذا التسارع على التربية الاهتمام بالدراسة العلمية لمواكبة التطور والتغير في وظائف التربية، وكذلك تزايدت الأعباء الملقاة على عاتق المعلم، حيث اختلفت النظرة إلى مواصفات ومؤهلات المعلم والتي انعكست على خطط وبرامج إعداده تبعاً لاختلاف الفلسفات الاجتماعية والتربوية والنفسية؛ من هنا  لا بد من التوازن في برامج إعداد المعلم في جانبيها النظري والتطبيقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق