تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

السبت، 14 مارس 2015

لقاء في القمة مع أبي البشر

لقاء في القمة مع أبي البشر

(1)
د. سُمية عيد


كثرت الروايات والقصص التي نشأت بعد القرآن الكريم عن آدم عليه السلام، وانعكس فيها الأثر اليهودي والمسيحي إلى حدٍ كبير ، إذ توجد تلك الروايات في كتب التاريخ العام، وفي بعض كتب التفاسير.
لقد روي أن الله عز وجل مهد لخلق آدم عليه السلام، فبعث جبريل وميكائيل عليهما السلام إلى الأرض ليأخذا منها قبضة من طين ، فاستعاذت الأرض بالله أن يأخذا منها شيئاً، فبعث الله عز وعلا ملك الموت فانتزع قبضة من طين الأرض (الأحمر والأبيض والأسود) فعُجِنت القبضة حتى صارت طيناً لازباً ، ثم تركت حتى غدت صلصالاً،ثم جاءت إرادة الله بأن ينفخ فيه الروح فأمرها فدخلت في فيه وفي دماغه ونزلت في عينيْه  وفي أنفه ، ثم انتشرت في سائر جسده، فصار لحماً ودماً وعظاماً وعروقاً وعصباً .
 وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الله خلق رأس آدم من تراب الكعبة، وصدره وظهره من تراب بيت المقدس، وفخذيه من أرض اليمن ( عن الطبري، التفسير،  الجزء الأول، ص 151، والمسعودي، مروج الذهب، الجزء الأول ، ص 35).
وتحدث القرآن الكريم عن الشيطان بأنه أغوى آدم عليه السلام ، في حين أدخلت الرواية الإسلامية الأفعى في ذلك، حيث أدخلت الأفعى إبليس في بطنها أو فمها وتحدثت بأمر من إبليس في إغواء آدم وحواء عليهما السلام، وعلى إثر ذلك أكلا من الشجرة المحرمة ، فجاء أمر الله بهبوطهما إلى الأرض، وقد جعلت رواية الطبري الهند مكاناً لهبوط آدم عليه السلام، ولم يدفع صحة الرواية أحداً من علماء المسلمين ولا أهل التوراة والإنجيل.
إلاّ إن واحدة من الروايات المشبعة تُشير إلى هبوط آدم عليه السلام في سرنديب، وحواء في جدة، وإبليس في بيسان، والأفعى في أصفهان ( البرية)، والتقى آدم وحواء في المزدلفة ( عن الطبري، الجزء الأول، ص 121، والمسعودي ، ص 60، واليعقوبي، ص 3) .
ويروي الحلبي في السيرة الحلبية ( 2008م، ص 30 ) ، أن آدم كان يتحدث العربية في الجنة، وتحدث السريانية على الأرض، وكان يكتب بيده اثني عشر قلماً معروفاً، ويروي (الكسائي، ص 28 ) إنه كان يتحدث بسبعمئة لغة أفضلها العربية.
وحين تزوج آدم من حواء ، ولدت قابيل وهابيل ومع كل منهما توأمة له، وزوج آدم كلاً منهما لتوأمة الآخر بوحي من الله عز وجل، وحسد قابيل أخاه هابيل فقتله ، وولدت حواء عليها السلام شيثاً بلا أخت ، وكان شيث محبباً إلى قلب آدم فجعله مقرباً ووصياً ، ويروي في ذلك الثعلبي إن آدم لم يمت حتى رأى من ولده وولد ولده أربعين ألفاً.
ويروي (الطبري، ص 156 وابن مسعود ص 7 والثعلبي ص 26) بأن الله مسح ظهر آدم فظهرت أمامه ذريته جميعاً ومن بينهم داوود، ولما سمع آدم إن داوود لن يعيش إلاّ عمراً قصيراً ، وهب له آدم من عمره أربعين سنة، وقيل ( 50، أو 70) سنة ، فلم يستوفِ آدم أجله الذي كان قد كُتب عليه.
وأشارت الروايات الإسلامية واليهودية والمسيحية إلى آدم بأنه خلق يوم الجمعة السادس من نيسان في السنة الأولى، وطرد من الجنة في اليوم نفسه، وتوفي يوم الجمعة في الساعة التي خُلِق فيها، ، ودفن وحواء في مغارة الكنوز عند سفح أبي قبيس بالقرب من مكة المكرمة، ويروي (الثعلي، ص 30) إن جثمان آدم حمل بعد الطوفان إلى بيت المقدس ويتبعه في ذلك رواية نصرانية تُشير إلى إن معبد آدم في كنيسة القبر المقدس.


بناء على ما تقدم ، فإن اللقاء مع أول البشر وأول الأنبياء والمرسلين، آدم علية السلام ، يعقد حتماً الصلة الوثيقة بين أول الأنبياء والمرسلين وآخرهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ إن حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم ونوره هو الذي تجلى في آدم ، وقد خُلقت المخلوقات كافة من أجل محمد صلى الله وسلم كما خُلق آدم وذريته من نور محمد صلى الله عليه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق