إضاءات تربوية 1

إضاءات تربوية

(1)

د. سُمية عيد

Alusool2013@gmail.com

تتأثر التربية ( Education ) باعتبارها ظاهرة اجتماعية بالتراث الاجتماعي والثقافي والقيم  واتجاهات المجتمعات المتوارثة عبر الأجيال وتتأثر كذلك بإمكانيات المجتمع الذي تعيش فيه، ونظراً لتفاوت المجتمعات وتعددها وتباينها في الاتجاهات والتطلعات والإمكانيات، فإن التربية تتفاوت وتتباين أيضاً في أصولها وركائزها وأساليبها وفقاً للواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه.

فمن هنا تعددت مفاهيم التربية وأهدافها فهي تتضمن مفاهيم مختلفة على النحو الآتي:

§   التربية في المجتمع الإسبرطي القديم : بناء الإنسان العسكري المثالي.

§   التربية في المجتمع الأثيني القديم: بناء الإنسان الفاضل .

§   التربية في المجتمع الروماني: بناء الإنسان العملي.

§   التربية في العصور الوسطى: بناء الإنسان المحارب المتدين.

§   التربية في المجتمع الإسلامي: بناء الإنسان على أساس تعاليم ومبادىء الشريعة الإسلامية.

§   التربية في المجتمع الأميركي: بناء الإنسان النفعي العملي.

فالتربية انعكاس طبيعي للحياة، إذ تتشكل أهدافها ومعانيها وفق الإطار الثقافي الذي تعيش فيه، وبالرغم من هذا التعدد والتباين في مفهومها وأهدافها إلاّ إنها تُسهم في تحقيق تقدم وتطور المجتمعات، كما تُسهم في مواجهة التحديات التي تعترض طموحات وآمال المجتمعات.

 بناءً على ما تقدم، فقد أصبح للتربية استراتيجية وطنية،ولها الأولوية في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم، لا تقل عن أولوية الدفاع والأمن ؛ حيث تُعد عاملاً مهماً في تحقيق التنمية الشاملة، بحيث تُمثل استثماراً مهماً في الموارد البشرية من خلال تطوير المعلومة، واقتصاد المعرفة، وتحليل النظم ، وما شابه ذلك.