كيف نفهم استراتيجية التغيير ؟ (9)
د. سُمية عيد
يُمكن التعرف على أساسيات التغيير على النحو الآتي:
أولاً:
التدريس: يُعد التدريس من أهم
القضايا الذي يُؤثر على عملية تعلم الطلبة وتحصيلهم الدراسي، إذ إن البرامج
التعليمية، وعملية تطوير المناهج ، والتقويم بأنواعه والجهود الإدارية المكثفة لا
يُغني ذلك عن التدريس الفعال ، ومن الأخطاء التي تمارسها كثير من المدارس إنها
تلتزم برفع تحصيل الطلبة وفي نفس الوقت تُنكر حاجة عدد من الطلبة إلى فاعلية التدريس
، ولكي يتم التغيير من خلال التدريس ، ينبغي أن يعرف المعلم بأنه معلم للطلبة قبل
أن يكون معلماً لمادة معينة كما يلي:
1)
أن
يعرف التربويون والمعلمون إن المعلمين هم معلمو الطلبة وليسوا معلمي مادة
معينة .
2) أن يتفهم التربويون والمعلمون إن
مهمة المعلم الأولى هي تدريس النزاهة والانضباط الذاتي والتنظيم من جهة ، ومن جهة
أخرى فإن مهمته تتركز في القراءة والكتابة مهما ابتعد مفهومهما عن مسمى المادة
التي يُدرسها، فالكتابة والقراءة ضروريان جداً لعملية التدريس ، فهما يعكسان مقدرة
الطلبة على التفكير والاستدلال ، ونظراً لأن كل مادة تُدرس سواء أكانت أكاديمية أم
مهنية أم فنية تستحقق التفكير والاستدلال ، فإنه لا يوجد مواد غير أكاديمية في
المدرسة، فحين يبدأ المعلمون بالتغيير من خلال التركيز على أسس القراءة والكتابة
بغض النظر عن مسمى المادة أو المبحث الذي يُدرس، ستكون النتاجات جيدة وسينتقل
الطلبة بتخصصاتهم كافة إلى المرحلة الثانوية ومن ثم إلى المرحلة الجامعية وهم
يحملون تحصيلاً جيداً، كذلك وهم يتمتعون بالمقدرة على الاستدلال والتفكير العلمي.
3) أن يدرك التربويون والمعلمون إن
القراءة والكتابة ليست حكراً على مساقات اللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا، بل إن
القراءة والكتابة تجمع العلوم كافة؛ كالعلوم والرياضيات والفن والموسيقى والمواد
المهنية ، والتي تُمثل ارتباطات بصرية وسمعية وحركية ، بحيث تساعد الطلبة على تعلم
المفاهيم الأساسية للمواد بالإضافة إلى المحتوى، فالتغيير هنا يُركز على أسلوب
ثنائي الاتجاه بحيث يدمج معلمو الفن والموسيقى والرياضة والمهن ومعلمو الحرف
القراءة والكتابة كأساس لتدريس مناهجهم ، كذلك يدمج معلو العلوم والرياضيات
والتاريخ وما شابه ذلك، القراءة والكتابة كأساس لتدريس مناهجهم .
ثانياً:
القيادة: إن القيادة من أساسيات التغيير المهمة، فكثير من المعلمين مثابرين
ومتميزين ، إلاّ إن طبيعتهم لا تًُوحي بأنهم سيمثلون معياراً أو نموجاً يُقتدى به
في المستقبل، من هنا ينبغي على المعلمين أن يتفهموا ما يلي:
1)
أن
يحدد المعلم الممارسات التربوية الجيدة .
2) أن يوثق المارسات التربوية الجيدة ،
بحيث يوثق مقابل كل ممارسة نتاجئها التي تم التماسها من خلال تحصيل الطلبة.
3) أن يعيد تكرار المارسات التربوية
الجيدة التي تم توثيقها ، بحيث يكررها عدة مرات ، حتى تُصبح مألوفة ، ومن غير أن
تٌبتذل.
ثالثاً:
الوقت: إن عملية توفير الوقت مهمة جداً في التعامل مع استراتيجية التغيير ، فتوفير
الوقت يكون قبلياً ، بمعنى أن يحدد الوقت الكافي من قبل القادة التربويين قبل
البدء بأساسيات التغيير ، فإن لم يتم ذلك سيظل التغيير مجرد شعار نظهره تارة
ونخفيه تارة أخرى، فعملية دمج القراءة والكتابة في المساقات التدريسية كافة،
والقيادة الصفية المتميزة، كل ذلك منوط بمدى التزام الإداريين بعملية تعديل
الجداول الزمنية في المدارس؛ لتوفير الوقت الكافي للمعلمين ليكون لديهم المقدرة
للتعامل مع أساسيات التغيير.
رابعاً:
التغذية الراجعة:تُمثل التغذية الراجعة إحدى أهم الأساليب التي تحسن نتائج الطلبة
، بحيث تكون دقيقة ووقتية وفاعلة، وتكون التغذية الراجعة من أساسيات التغيير على
النحو الآتي:
1) أن يتم تقويم الطلبة من خلال
التوجيهات اليومية المستمرة ، والمعالجة الفورية بالتوقف قليلاً عند حدوث خطأ ما
من قبل الطالب ؛ لتوجيهه إلى الإجابة الصحيحة ، ومن ثم إجراء الاختبارات .
2)
أن
يُرصد ذلك كله على بطاقة خاصة بكل طالب ، بحيث تُشكل البطاقات كافة مظلة كبيرة
للتغذية الراجعة.
إن هذه الأساسيات : ( التدريس، القيادة، الوقت،
والتغذية الراجعة) ، من الصعوبات التي لا ينبغي أن يستسلم أمامها صانعو السياسات
التربوية ، إذ إن تنفيذ خطط تربوية خالية من التغيير في التدريس والقيادة والوقت
والتغذية الراجعة، يتسم بالعبثية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق