تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الاثنين، 12 يناير 2015

كيف نفهم استراتيجية التغيير ؟ 7

كيف نفهم استراتيجية التغيير ؟
(7)
د. سُمية عيد


رابعاً: الانطلاق والتجديد
نظراً لضرورة الأهداف التربوية الجديدة كل مطلع عام دراسي، إلاّ إنه وفي كثير من الأحيان يُمارس تقليداً سنوياً يُترك بموجبه أهداف السنة الجديدة دون السعي لتحقيقها، على اعتبار أن مجموعة من الأهداف القديمة والممارسة مسبقاً تكفي، بالإضافة إلى إن الأهداف والخطط الجديدة غير مهيئة للاستعمال، فالأهداف والخطط الجديدة موجودة إلاّ إن تفعيلها وتنفيذها والعمل بها يبقى مردوماً، إذ إن الردم يتم هنا للتنفيذ ، والتنفيذ يكون من باب العمل في تنفيذ المعروف من الأهداف أفضل من تنفيذ غير المعروف منها.
ولتوضيح الموقف التربوي من التغيير : يُلاحظ إن كثيراً من المؤسسات التربوية تعتمد منهجاً واحداً وشكلاً واحداً لبحوثها العلمية وتُقر ذلك على الطلبة، وإذا ما اعتُمد منهجاً آخر من قبل أحد الطلبة سواءً أكان ذلك لغايات يقتضيها البحث أم لغايات مسايرة طبيعة العصر وما فيه من مستجدات، أم من باب الابتكار والإبداع، تأتي الإجابة السريعة من قبل المعنيين بردم كل ما هو جديد والاكتفاء بالقديم ـ تحت شعار يبقى الأمر على ما هو عليه ـ .
وبالرغم من تزويد البحوث التربوية بدلائل عديدة عن استراتيجيات التدريس واستراتيجيات القيادة التي من شأنها أن يتمخض عنها تحسين تحصيل الطلبة بالإضافة إلى تحسين مستوى البحث العلمي، إلاّ إن الدلائل هذه يُمكن أن يشوبها الضعف أمام  السلوك الإنساني، فمثلاً هناك كثير من البحوث الطبية التي أثبتت علاقة التدخين بسرطان الرئة، إلاّ إن كثير من المتعلمين والمثقفين والأطباء ما زالوا يصرون على التدخين، وكذلك الحال مع المعلمين والقادة التربويين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات  الذين يُصرون على استخدام استراتيجيات تدريس غير فاعلة وسياسات تربوية بالية عقيمة رغم وفرة الدلائل التي تقدم بدائل أفضل .
بناءً على ما تقدم يُمكن القول بأن التهديد الذي نواجهه ليس بنقص الدلائل وليس بالافتقار إلى الأهداف أو الاستراتيجيات أو السياسات التربوية ، بل يكمن التهديد والنقص في فشل جماعي في اتخاذ خطوة نحو التغيير، إذا جاز التعبير أن تُسمى بخطوة الانطلاق لتنفيذ التغيير والوصول إلى مسيرة تحقيق الأهداف التي تم ردمها ، إذ باتت الفجوة بين المقصود (الهدف) والإجراءات (التطبيق) كبيرة .
  استناداً على الجانب التهديدي الذي تم تحديده ، يُمكن الحد منه بالانطلاق نحو التجديد والتغيير الذي من شأنه أن يجعل التنفيذ أقرب للواقع، إذ يُمكن التماس ذلك إن شاء الله قريباً.....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق