أفكار مبعثرة في حب الدنيا... 6
د. سُمية عيد
بالرغم من إن الدنيا دار متقلبة الأحوال ، إذ ينقلب النعيم
بؤساً، والصحة سقماً، ويؤول شبابها إلى
الهرم، ووجودها إلى العدم، وتُفارق أجسادها النفوس، وتنتهي حياتها بالموت، وبالرغم
من إن نهايتها إلى مقولة : كل ما فوق التراب تراب، إلاّ إن حبها وتعظيمها لا يزال في
النفوس يزداد ، إذ نتناسى خطيئة أبوينا ( أدم وحواء ) عليهما السلام التي كان
سببها حب الخلود، ونتناسى إن سبب ذنب إبليس هو حب الرئاسة في الدنيا، كذلك نتناسى
كفر فرعون وهامان وأبوجهل وكثير من
أقوامهم وحبهم للدنيا الذي أدى إلى كفرهم
وبذلك استحقوا النار، إننا ننسى ونتناسى وبذلك ما يزال حب الدنيا لدينا في ازدياد .
إذ قال الشاعر في الدنيا ما يلي:
أرى أشقياء الناس لا يسأمونها على أنهم فيها عراة وجوّعُ
أراها وإن كانت تُحَبّ فإنها سحابة صيفٍ عن قليل تقشّعُ
وقال آخر في الدنيا:
إذا امتحن الدنيا لبيبٌ
تكشّفتْ له عن عدوّ في ثياب صديقِِ
وقال عبد الملك بن مروان عند موته:
لعمري لقد عمّرتُ في الدهربرهة ودانت لي الدنيا بوقع البواتـــر
فأضحى الذي قد كان مما يسرني كلمح مضى في المزمنات الغوابر
فياليتني لمْ أُعنَ بالملك
ساعة ولمْ ألْهُ في لذات عيشٍ
نواضــر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق