كلمات حول فيروس (COVID-19) ...... أ. د سُمية الزعبوط

 كلمات حول فيروس (COVID-19)   ...... أ. د سُمية الزعبوط

للإحاطة المعرفية حول هذا الفيروس المستجد والمرض الناجم عنه الذي تحول إلى جائحة كما ترى منظمة الصحة العالمية، ينبغي تعرف معنى الجائحة، ولماذا وصفت منظمة الصحة العالمية مرض (كوفيد – 19) بالجائحة؟

فمن الجانب اللغوي تعني الجائحة: "جاح جوْحًا : عدل عن الطريق إلى غيرها، جاح وأجاح واجتاح: استأصله وأهلكه، أجوْحة: الشدّة والداهية، الجائحة جمع جائحات وجوائح: البلية والتهلكة والداهية العظيمة، ويُقال سنة جائحة: سنة جدْبة، الأجْوح مصدر جوحاء ،جمع جوْح: الواسع" ([1]).

وأورد الطاهر أحمد الزاوي ([2]) حول الجائحة لغة : من جاح يجوح جوحًا،  والجوح الإهلاك، والاستئصال". 

وفي مختار الصحاح تعني الجائحة في اللغة : " الشدة التي تجتاح المال، من سَنَة أو فتنة. يقال: جاحتهم الجائحة، واجتاحتهم، وجاح الله المال، وأجاحه، أي أهلكه بالجائحة" ([3]).

وفي المعجم الوسيط، ولسان العرب، والقاموس المحيط،  تعني جائحة والجمع جائحات وجوائح: الداهية والمصيبة تحل بالرجل في ماله فتجتاحه كلَّه، و يُقال سَنَة جائحة أي سنة جدباء قاحلة، وفي اصطلاح الفقهاء: ما أذهب الثَّمرَ أو بعضَه من آفة سماويّة،  والجائحة هي مصيبة أو حادثة تتلف المال مثل الحريق ([4]).

فالجائحة في اللغة  وفق ما أوردته الهيئة العامة للدواء هي :" المصيبة، وقيل هي البلية، والتهلكة، فقد وصف العرب السنوات بالجائحة إذا كانت جدباء غبراء قاحلة، وتعرف الجائحة أيضًا بأنها الآفة التي تهلك الثمار وتستأصلها، وقد ذكر الإمام مالك: إذا أصاب الجراد المحصول، يُسمى ذلك بالجائحة، وإذا انتشرت النار بلا سيطرة ، يُسمى ذلك أيضًا بالجائحة، فأصل الجائحة من الفعل جاح أي دخل عنوة وغصبًا، ومن اجتاح الشيء أي أهلكه واستأصله" ([5]).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: رسول الله صلّ الله عليه وسلّم قال: " لو بعت من أخيك ثمرًا فأصابته جائحة فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئًا، بم تأخذ ملك أخيك بغير حق" ([6]).

وفي ذات السياق، يُمكن القول وفق حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ووفق ما ورد في قواميس اللغة وهي المعجم الوسيط، ولسان العرب، والقاموس المحيط، والمنجد في اللغة والأعلام أن مصطلح الجائحة (pandemic) في اللغة لا يتعلق بمرض يُصيب جسم إنسانٍ أو حيوان، وإنما يتعلق بالآفات التي تُصيب ما يملكه الإنسان من مال وثمار.

وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية مسمى الجائحة (pandemic) على المرض الناجم عن كوفيد – 19) ، وهنا يٌمكن القول أن منظمة الصحة العالمية قد ربطت الجائحة بالوباء، وبما أن الوباء يتعلق بجسم الإنسان، والجائحة أيضًا تتعلق بالوباء، وبذلك جعلت الجائحة تُمثل مرحلة متقدمة من الوباء، فحين تغيب السيطرة على انتشار الوباء وتضعف المقدرة على التحكم فيه ، فإن ذلك يُدخل الظاهرة في نطاق الجائحة.

 

---

[1] (اللغوي، 2002)

[2] (الزاوي، 1979)

[3] (الرازي، 1981)

[4] (المحيط، الوسيط، و العرب، 2020)

[5] (الهيئة العامة للدواء، 2020)

[6] (المنذري، 1990)