تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

السبت، 17 أكتوبر 2020

محاضرة: المقاربة بين استراتيجية اللعب والعملية التعليمية/ أ. سُميّة الزعبوط

 محاضرة: "المقاربة بين استراتيجية اللعب والعملية التعليمية" / أ. سُميّة الزعبوط


المؤشرات : تتكون مؤشرات المقاربة بين استراتيجية اللعب والعملية التعليمية من الآتي:

* المحاكاة التعليمية واستراتيجية اللعب

تعتمد المحاكاة في التعليم النماذج، والنموذج هو عبارة عن تمثيل بسيط ودقيق لشيء موجود في عالم الواقع ، مثل نموذج السيارة أو الطائرة للمظهر الخارجي، إذ يلاحظ أن هذه النماذج بأجزائها ثابتة لا تتحرك ، لكن إذا تم تحريكهما عن طريق تحريك الأجزاء كما يحدث في الواقع ، فإن ذلك هذا هو المحاكاة التعليمية أو تقليد الشيء ، فكيف يكون ذلك؟ يكون ذلك بتوصيل النموذج الثابت كالسيارة أو الطائرة أو نموذج المجموعة الشمسية، بمحرك كهربائي ، فإن النموذج الثابت يتحرك كما يتحرك على أرض الواقع.

وهناك نماذج متحركة، سواء أكانت مادية أم اجتماعية مثل العلاقة بين الأب والإبن أو بين العامل ورب العمل؛ لأغراض تربوية ، فإنها تُعرَض على شكل  ألعاب تربوية تتضمن تفاعلاً بين الأشخاص أو المجموعات في محاولة جاهدة لتحقيق أهداف محددة ، أو نشاط يتم بين الطلبة للوصول إلى غاياتهم في إطار القواعد الموضوعة.

*مرتكزات المقاربة

·       الأهداف: أن تكون استراتيجية اللعب ذات أهداف تربوية محددة.

§        الإثارة والمتعة: أن تكون استراتيجية اللعب مثيرة وممتعة.

§        الوضوح:أن تكون قواعد الاستراتيجية سهلة وواضحة وغير معقدة، وأن يكون دور المتعلم واضحاً ومحدداً في الممارسة.

§        الملاءمة: أن تكون استراتيجية اللعب مناسبة لخبرات التلاميذ وميولهم وقدراتهم.

§        المناسبة: أن تكون استراتيجية اللعب قريبة ومناسبة لبيئة المتعلم.

§        الحرية والاستقلالية: أن يشعر المتعلم بالحرية والاستقلالية أثناء الممارسة.

*أنواع الألعاب للمقاربة

§  الدمى: مثل أدوات الصيد، أشكال السيارات والقطارات والطائرات، العرايس، أشكال الحيوانات، الآلات، أشكال لأزهار مختلفة، وما إلى ذلك

§  ألعاب حركية: وهي تهدف الى تنشيط الجسم والذهن مثل: ألعاب الرمي والقذف، التركيب، السباق، القفز،التوازن والتأرجح، الجري، ألعاب الكرة.
 ألعاب الذكاء: مثل الفوازير، حل المشكلات، الكلمات المتقاطعة، وما شابه ذلك.

§  ألعاب تمثيلية: مثل التمثيل المسرحي، لعب الأدوار.

§  ألعاب الحظ: الدومينو، الثعابين والسلالم، ألعاب التخمين.

§  القصص والألعاب الثقافية: المسابقات الشعرية، بطاقات التعبير، مسابقات قصصية ثقافية.

§  ألعاب ورقية: يُستخدم الورق؛ من أجل ابتكار نماذج وأشكال فنية مختلفة من الورق مثل: سمكة من الورق ، قارب ، أشكال هندسية، وما شابه ذلك.

المقاربة 

- استراتيجية العصف الذهني

وتسمى القصف الذهني أو الزوبعة الذهنية؛ لأن المتعلم يضع ذهنه في حالة من الحركة والإثارة بُغية التفكير في كل الاتجاهات والاحتمالات؛ للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفكار والآراء حول مشكلة أو موضوع معين، ويلي ذلك جمع المقترحات ومناقشتها، ومن أوجه المقاربة بين هذه الاستراتيجية التعليمية واستراتيجية اللعب توافر النشاط والحركة والحرية والمتعة والإثارة.




- استراتيجية النمذجة والمحاكاة

تُشير النمذجة إلى تصميم نموذج يُعبر عن حل لمشكلة ما،مثل: تصميم مجسم لمبنى باستخدام الحاسوب، بينما تُشير المحاكاة إلى أنها عملية تقليد لأدوات حقيقية، وتقوم على تجريب النماذج عن طريق محاكاة ذلك النموذج بتشغيلة مثلاً إذا كان نموذج طائرة أو سيارة أو نموذج طائر بجعله يطير، وهكذا، وتُسهم النمذجة والمحاكاة في اكتساب أنماط سلوكية جديدة في إطار موقف اجتماعي، عبر الملاحظة والانتباه ، ومن أوجه المقاربة بين هذه الاستراتيجية التعليمية واستراتيجية اللعب توافر النشاط والمتعة والإثارة.





استراتيجية القبعات الست: ويُمكن المقاربة أيضًا بين استراتيجية اللعب والعملية التعليمية باستخدام استراتيجية القبعات الست ، بحيث يتقمص الأفراد  دور ست شخصيات مختلفة، كل منها ترتدي افتراضياً قبعة ذات لون مختلف، ويتمثل أسلوب القبعات الست للتفكير في تمثيل وتقمص دور ما؛ فبمجرد ارتداء القبعة ، فإن المتعلم يتقيد بالدور المطلوب ، لذلك فالقيمة الأولى لقبعات التفكير هي تحديد الأدوار، وإتاحة الفرصة للتفكير والإفصاح عن الآراء المختلفة بحرية .


 


- استراتيجية الكرسي الساخن

تُشبه هذه الاستراتيجية ما يُعرف بـ كرسي الاعتراف، وهي استراتيجية تقوم على طرح الأسئلة على طالب معين، بهدف تنمية مهارات عدة من أهمها بناء الأسئلة وتبادل الأفكار والقراءة، ومن أوجه المقاربة بين هذه الاستراتيجية التعليمية واستراتيجية اللعب، أنها تظهر في عملية وضع المقاعد أو الطاولات بشكل دائري، ووضع الكرسي الساخن في مركز الغرفة، كما وتظهر في قيام المعلم بدور المنشط، كذلك تظهر في المظهر الخارجي والداخلي للاسراتيجية الذي يتمثل بألعاب المسابقات

 


- استراتيجية الرؤوس المرقمة

تُعد هذه الاستراتيجة  شكل من أشكال العمل الجماعي التعاوني، و تتجلى تقسيم الطلاب إلى مجموعات، بحيث يحمل كل طالب رقمًا، ويتم طرح السؤال أو توضيح المَهمة المطلوب إنجازها من قبل المعلم، فيتعاون أعضاء كل مجموعة على إيجاد الحلول، ومن ثم يختار المعلم رقمًا عشوائيًا من كل مجموعة، بحيث ينوب المتعلم صاحب الرقم عن أفراد مجموعته في الإجابة وتقديم الحلول. ومن أوجه المقاربة بين هذه الاستراتيجية التعليمية واستراتيجية اللعب، أنها توفر النشاط والحركة والحرية والمتعة .

 




استراتيجية حوض السمك

تركز هذه الاستراتيجية على وضع 4 أو 5 كراسي في دائرة على شكل حوض سمك، و تُوضع باقي الكراسي خارج حوض السمك، وبشكل دائري أيضًا، ويجلس عدد من الطلاب على كراسي حوض السمك لمناقشة موضوع ما أو إنجاز مهمة أو حل مشكلة معينة في مدة تقارب 10 دقائق، بينما يجلس الباقون خارج الحوض يستمعون بتركيز، ويسجلون الملاحظات.



 

ثم تأتي مرحلة المناقشة الجماعية وتقويم الأعمال بتوجيه من المعلم، إذ يُمكن تغيير الأدوار في حال توفر الوقت المناسب. ومن أوجه المقاربة بين هذه الاستراتيجية التعليمية واستراتيجية اللعب، أنها توفر النشاط وتبادل الآراء والأفكار في جوٍّ من الحرية والمتعة .

- استراتيجية لعب الأدوار

تقوم هذه الاستراتيجية على تمثيلِ أدوارٍ  وتقمُّصها في مواقف (تعليمية) مصطنعة، بحيث يكون لكل متعلم دور محدد يؤديه ويعبر عنه في بيئة تميل أكثر إلى المرح واللعب، إذ تُسهم هذه الاستراتيجية في تطوير المقدرة على التعبير والتفاعل مع الآخرين، كذلك تُضفي شيئًا من الحيوية والمرح على الموقف التعليمي

ويُمكن المقاربة بين استراتيجية اللعب وتطوير العملية التعليمية باستخدام استراتيجية تمثيل الأدوار (لعب الدور) وتوظيفها في التدريس، من منطلق أنها ترتكز على اللعب التعاوني، فاللعب التعاوني أو الجماعي ما هو إلا صورة مصغرة عن المجتمع الذي نعيش فيه، إذ يكشف عن علاقة وطيدة بينه وبين العملية التعليمية، وإن ممارسة الأطفال لمشهد تمثيلي يدور حول موضوع ما، تُسهم في تمكينهم من اكتساب القيم والمبادىء والأخلاق؛ الأمر الذي يدعم ضرورة استثمار استراتيجية اللعب وتوظيفها في التعليم، وعن طريق تمثيل الدور واللعب التعاوني ، وبذلك يُظهر الطفل تفهمًا أكثر لمشاعر الآخرين ومواقفهم والتوقعات الاجتماعية لسلوكاتهم .



ومن الألعاب التعليمية (لعب الأدوار)، وهو نشاط تمثيلي يقوم به شخص واحد أو أكثر بلعب أدوار مختلفة، وقد يتصل بالآخرين لغوياً أو غير لغوي ضمن لعب الأدوار، ويستخدم الأدوات في وظيفتها الأساسية أو في غير وظيفتها الأساسية وما يصدر عن المتعلم من سلوك لا يشترط أن يسبقه فيه الكبار، وإنما يتوقعه أو يتخيله المتعلم بناء على ما يفهمه في البيئة المحيطة به .

كذلك هناك اللعب الدرامي الذي يُمكن المتعلم من إنتاج مواقف تعتمد على ملاحظاته لمواقف حدثت في واقعه المعاش أو في وسائل الإعلام، أو يستخدم  مواقف وأفعال عن أحداث ووقائع شاهدها في حياته.

بالإضافة إلى ألعاب الفك والتركيب، والرسم ، واستخدام الألوان ، هذا وتُسهم الأدوات الفنية من أوراق وأقلام وخرز وفرش وألوان وصلصال في انطلاق النشاط التعبيري لدى المتعلم عن طريق الرسم الحر من واقع الخيال وعمل الأشكال المختلفة من الأوراق الملونة ( القص واللصق وتذوق الجمال في الشكل واللون ) ؛ ما يزيد من الدافعية نحو الإبداع والإبتكار.

- استراتيجية اللعب المتداعي: وهي تُشير إلى اللعب بشكل عشوائي هَدْمي، كأن يمسك المتعلم غصنًا ليضرب جذع شجرة أثناء اللعب، أو يمسك كرات أو أشياء ليلقيها في الأعلى أو يقوم ببناء شيء ما، ثم يركله  بقدمه لتدميره ، إلاّ أن ذلك لا يعني السماح للطفل بضرر نفسه  أو الإضرار بما أمامه، إذ تُسهم استراتيجية اللعب المتداعي في تقليل مشاعر القلق لدى الطفل وذلك بتفريغ الطاقة الانفعالية لديه للمواقف المقلقة الناتجة عما يقابله في حياته من حوادث، فالطفل في ذلك يُعيد ترتيب أحداثه الحياتية  بصورة يشوبها التسلية والترويح عن النفس؛ فإن ذلك  يُسهم في تأكيد ذاته ، ويزيد من رغبته في تجاوز المرحلة التي يعيشها أحيانًا، وينتج عن ذلك تنامي دافعيته للتعلم.


 


من هنا يُمكن القول بأهمية اللعب في تطوير العملية التعلمية ، إذ يُمكن أن يكون التعليم عن طريق حث الطفل على التأمل والتخيل، كأن يتخيل نفسه شخصية خيالية ، أو يتخيل الحديث مع أصدقاء وهميين باستخدام ما يُسمى باستراتيجية  اللعب الوظيفي،كذلك يُمكن أن يوجه الطفل إلى التفكير الإحيائي، وذلك بتخيله أن الجمادات أحياء تتكلم وتمشي وتأكل ؛ إذ يُسهم ذلك في تطوير مقدرته على التخيل والابتكار، وهذا ما يدعم ويُؤكد المقاربة بين استراتيجية اللعب وتطوير العملية التعليمية؛ إذ يتعلم الطفل عن طريق: التصنيف والتعويض والتمييز، ويكتسب مزيدًا من الخبرات والمعارف ما ينمي قدراته العقلية كالتفكير والتخيل.

 

-استراتيجية تآلف الأشتات: يُمكن المقاربة باستخدام استراتيجية تآلف الأشتات في التعليم ؛ إذ تكشف هذه الاستراتيجية عملية ربط المألوف بغير المألوف بممارسة اللعب عن طريق التمثيل الشخصي والمباشر والتعارضي باستخدام أسلوبي: جعل المألوف غريباً ، وجعل غير المألوف مألوفًا.

 

بناءً على ذلك يُمكن القول أن استراتيجية اللعب هي: مدرسة كبرى ينشأ المتعلم في كنفها، ويُنمّي عبرها قواه الجسمية والفكرية والاجتماعية، التي تُؤهله للحياة، وهذا ما يتفق مع نظرية منتسوري التي أكدت مراقبة سلوك الأطفال وتجربة تفاعلهم مع الطبيعة، كذلك اعتمدت الأنشطة الحرة داخل بيئة معدة لتناسب الخصائص البشرية الأساسية للأطفال في أعمار مختلفة، إذ أن الطفل حين يُمارس اللعب الذي يهدف إلى التعلم الحر في بيئة مناسبة، وبتوجيه معلمه ومراقبته، فإن ذلك يُسهم في توجيه ميول الطفل نحو تحقيق الذات والاستكشاف والتواصل والنظام والدقة والتجريد ، والتمثيل ، ... وما شابه ذلك ؛ وبالتالي يُسهم في تحديد السلوك القيادي للطفل في كل مرحلة من مراحل حياته.

 وبممارسة اللعب أيضًا تتبلور القيم التعليمية التعلمية الناجمة عن ممارسته وهي: القيم التربوية مثل: الاستقصاء، والاكتشاف، وتعرف الأشكال والألوان، والقيم الاجتماعية المتمثلة في تكوين علاقات ناجحة مع الآخرين ، والقيم الأخلاقية المتمثلة بمعايير السلوك الأخلاقي كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر، والقيم الإبداعية: التي تشير إلى ممارسة مهارات : التأمل والتخيل، والاستدلال، والمرونة ،والتصنيف، والجمع والتركيب...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق