تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

السبت، 6 مايو 2017

وجهة نظر في الكتابة الإبداعية د. سُمية عيد الزعبوط

وجهة نظر في الكتابة الإبداعية
د. سُمية عيد الزعبوط
من فضل الله أنه نسب تعليم الكتابة لنفسه إذ قال تعالى في سورة البقرة آية 282 " ...  وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ..... " ، وفي سورة البقرة آية 132 قال تعالى: " وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا...... " الأمر الذي يُؤكد المرتبة الرفيعة للكتابة، والتعليم ، وفي سورة العلق   قال تعالى " الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ  " الآيتان (4 ، 5) ، وفي سورة القلم  آية (1) أقسم رب العزة بالقلم الذي هو أداة للكتابة قال تعالى "  ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ "  وهنا يُمكنني القول أن ديننا وتاريخنا يرفع من شأن الكلمة وبالتالي يرفع من شأن كتابتها، إذ لا يُمكن إخفاء ذلك ، كما أن شرف الكتابة جاء منسوباً للملائكة في الآيتيْن (10، 11) من سورة الانفطار إذ قال تعالى " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ"

استناداً على ذلك يُمكن القول إن  الكلمة هي القوة والطاقة الكبرى في كل زمان ومكان ، فمن الكلمة ينبثق الإبداع ومن الكلمة تنجم الموهبة ، وبالكلمة يتحقق العدل، ويعم السلام، وترد الحقوق إلى أصحابها ، والعكس صحيح، إذ  بها أيضاً يتحقق الباطل ، ويتم حشد الجيوش وإعلان الحروب، وبها يُقتل الإنسان ، وبها ينتصر الباطل، إنها الكلمة  القوة الأعظم التي تجعل من دول تقود دولاً أخرى ، ومن عقول تتلاعب بعقول أخرى، إنها الكلمة... القوة الأعظم التي تحرك العالم بأسره وتقوده إلى حيث تشاء.
يُمكنني القول أيضاً إن الكلمة هي الأداة المهمة للإقناع ، الكلمة هي الوسيلة الأولى في عالم الاتصالات ، الكلمة هي الأسلوب الوحيد لتبادل المعرفة .
وفي ذلك  يُشير المفكر العالمي ودي ألين (Woody Allen) إلى الكلمة بقوله : " دعونا نُصلي  إلى الله حتى يمنحنا الحكمة لنحسن اختيار ما نكتب" - وهنا في إشارته إلى الكلمة المكتوبة- ، وللاستزادة يقول المفكر العالمي جيمس بالدوين (James Baldwin) " إنك تكتب لتغير العالم ، علماً بأنك تعرف أنك قد لا تستطيع ذلك" . 

وفي ذات السياق يُمكنني القول أن يبدأ المهتمون برعاية الموهوبين بتعليم طلبة العلم  وتدريبهم على استخدام استراتيجيات الكتابة الإبداعية لتمكينهم من امتلاك الجرأة والقوة على إقناع الآخر، وتمكينهم من تسويق أفكارهم، إذ إن هناك مؤسسات عالمية كبرى تجند الإمكانيات المالية والبشرية الضخمة لدعم الباطل وفرض السيطرة والنفوذ، بينما أمتنا العربية في العصور المتقدمة ترزح  تحت وطأة  ......... و ......... !   مع أن أمتنا قبل قرون خلت كانت تعرف من أين تبدأ وكيف تواصل تقدمها ، فقد اهتم رسول الله صل الله عليه وسلم بالكتابة ، إذ  جعل فداء الأسير من كفار قريش ممن لم يكن لهم فداء أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابـة ، فيعلّم كل واحد عشرة من المسلمين الكتابة ، من هنا يُمكنني القول أن ذلك يُؤكد على أهمية الكلمة وكيفية صياغتها وبالتالي تسويقها  وإقناع الآخر بها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق