تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

ماهية القيادة التربوية/ د. سُمية الزعبوط

ماهية القيادة التربوية
د. سُمية عيد
مفهوم القيادة التربوية:
تمتد جذور القيادة بشكل عام  إلى  بدايات الإنسان مع  التَّفاعُل الاجتماعي، وتكوين تنظيمات ونظُم اجتماعيَّة متعدّدة، وحيث أنَّ الأفراد في أيَّة جماعة عادةً ما يتوجهون إلى اتجاهيْن: الاتجاه الذي يُشير إلى القيادة والسيطرة والتوجيه، والاتجاه الآخر الذي يرغب أنصاره بالتبعية وتلقي الأوامر والتوجيهات ؛ الأمر الذي يُشير إلى حاجة الاتجاه الأول ( القيادة) إلى التكيف مع البيئة  والاستجابة إلى المسؤولية التي تقع على عاتقها،  كي تصل إلى الأهداف المرجوة بأحسن الوسائل وبأقل التكاليف وفي حدود الموارد والتسهيلات المتاحة.
وتُمثل القيادة  دوراً مهماً  في حياة الأفراد والأمم والشعوب ، إذ أن الحاجة إليها في تنامي وازدياد في المجتمعات كافة ،خاصة المجتمعـات الناميـة ، كذلك فإن الحاجة إلى قيادات فاعلة تُلزم الباحثين والمهتمين لدراسة أبعاد القيادة وجوانبها المختلفة وتعرف سماتها؛ الأمر الذي يُسهم في توظيف الأفراد الأكفياء لهذه المهمة ؛ إذ يُمثل القائد عنصراً مهماً في العملية القيادية، فهو يتفهم العلاقـات الاجتماعيـة التي تسود بين أفراد الجماعة ومن ثم يدفعها نحو تحقيق أهدافها .
ويأتي مفهوم القيادة التربوية ليُؤكد أهمية الإدارة المدرسية في نجاح العملية التعليمية،إذ يعرفها بعض المهتمين بأنها:  " فن معاملة الطبيعة البشرية أو فن التأثير في السلوك البشري لتوجيه جماعة من الناس نحو هدف معين بأسلوب يضمن طاعتهم وثقتهم واحترامهم وتعاونهم(عزيز، 2002). ويعرفها آخرون بأنها " فن توجيه الناس والتأثير فيهم ، والمقدرة على التوجيه والتنسيق والرقابة والتحفيز لتحقيق الأهداف المطلوبة ، كذلك المقدرة على استخدام السلطة الرسمية عند الاقتضاء أو الضرورة ، فضلاً عن المقدرة على التأثير والاستمالة في مواقف أخرى (البوهي، 2003).  وتُعرف أيضاً على أنها : " العملية التي يتمكن من خلالها القائد أن يؤثر في تفكير الآخرين ، ويضبط مشاعرهم ويوجه سلوكهم " وهي أيضاً "  السلوك الذي يقوم به الفرد حيث يوجه نشاط الجماعة نحو هدف مشترك" (حسن، 1999).
بناء على ذلك يُمكن إجمال عناصر القيادة التربوية بالآتي:
§   العنصر الأول- التفاعل: إذ تُشير إلى أنها عملية تفاعل اجتماعي.
§   العنصر الثاني- التكرار: تعتمد القيادة التربوية عملية  تكرار التفاعل الاجتماعي
§   العنصر الثالث- السلطة: يُمار القائد التربوي السلطة في اتخاذ القرارات .
§   العنصر الرابع- السمات الشخصية: تتطلب القيادة التربوية صفات شخصية معينة في القائد .
§   العنصر الخامس- التأثير: يُشير إلى مقدرة القائد التربوي في التأثير على المجموعة التي ينتمي إليها.
§   العنصر السادس- التمكين: يُشير التمكين إلى مقدرة القائد التربوي على تمكين الأفراد من تحقيق الأهداف المشتركة .
ولمعرفة أوجه الاختلاف بين القيادة والإدارة، إذ يُعد مفهوم القيادة مفهوماً قديماً استخدم في المجالات العسكرية قديماً، في حين أن مفهوم الإدارة عرف إبان الثورة الصناعية ، من هنا يُمكن إدراج أوجه الاختلاف بين القائد والمدير على النحو الآتي:
§ الحياد: إن المدير يظل محايداً في اتخاذ معظم القرارات ، بينما القائد يندمج مع الأفراد ليقيم الروابط العاطفية بينهم ، ويتخذ قراره دون اللجوء إلى الحياد.
§ السياسات والأنظمة: يطبق المدير السياسات والقوانين والأنظمة ، بينما القائد يلجأ أولاً إلى التعبير عن الثقافة والقيم السائدة.
§ المكانة الوظيفية: يسعى المدير لتحقيق أهداف المؤسسة من خلال موقعه الوظيفي، بينما القائد فإنه يسعى لتحقيق أهداف المؤسسة من خلال تأثيره على الأفراد وتقديرهم له.
§ التوجهات: يركز المدير على الواقع المعاش والتوجهات قصيرة المدى، في حين يركز القائد على استشراف المستقبل والتوجهات بعيدة المدى.
وتعتمد القيادة بشكل عام على الأركان الآتية:
§ القائد: وهو الشخص الذي يوجه ويتعاون مع الأفراد  لتحقيق الأهداف المبتغاة ، ويتمتع بالاتزان العاطفي والانفعالي، وذا خبرة عملية عالية المستوى.
§   الأفراد: وهم جماعة من الناس لها هدف مشترك تسعى لتحقيقه  . 
§   المهام: وهي المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتق الأفراد للقيام بها من أجل تحقيق أهداف المؤسسة.
المراجع
عزيز، إبراهيم مجدي (2002)،  المنهج التربوي وتحديات العصر، القاهرة:  عالم الكتب للنشر والتوزيع.
البوهي، فاروق شوقي (2003)، الإدارة التعليمية والمدرسية، القاهرة:دار قباء للنشر والتوزيع.

حسن، راوية  (1999)، السلوك في المنظمات، الاسكندرية: الدار الجامعية للنشر والتوزيع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق