الوجودية وقلق الإنسان
د. سُمية عيد الزعبوط
إن الوجودية مصطلح يُطلق على مذهب فلسفي معاصر ، من
رواده سارتر، وهيدجر ويسبرز، إذ تتمثل رؤيتهم حول مشكلة الحرية لدى الإنسان التي
تنطلق من تأكيد الوجودية على
على الفردية والحرية، فالإنسان حر لأن وجوده يسبق
ماهيته، ومن ثم فهو مسؤول عن نتائج أفعاله، إذ يتولد القلق لديه نتيجة هذه
المسؤولية، ففي نظر الوجودية يُعد الإنسان صانع نفسه بنفسه ، فهو يختار ماهيته
الخاصة وصفاته المحددة دو أن يلزمه أحد على اختياره، والحرية لديه لا تعني الفوضى
أو الخروج عن المألوف وإنما هي محددة بنوع العمل الذي يُمارسه، وبهذا تكون
المسؤولية على قدر الحرية ، من هنا يأتي قلق الإنسان وحيرته، وهذا القلق يعرفه كل
إنسان يتحمل مسؤولية معينة.
من هنا فقد قُدِّر على الإنسان أن يعيش حياته في قلق
متواصل طالما أنه حر، كذلك فهو مشروع يصنع نفسه بنفسه ، فضلاً عن أنه مسؤول عن
آخرين، بل أكثر من ذلك في نظر الوجوديين ، فهو يختار ذاته ويختار الآخرين ، وهذا
الوضع يُفسر معنى القلق الذي يعتري الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق