تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الخميس، 9 أبريل 2015

لقاء في القمة مع أهل الصبر

لقاء في القمة مع أهل الصبر
د. سُمية عيد
حين يُذكر الصبر، يتبادر إلى الذهن صبر سيدنا  أيوب عليه السلام، فقد ذُكر في القرآن إنه من الصالحين، ويُقال في نسبه إنه  كان رومياً من نسل عيص ، وهو أيوب بن أموص، وأمه من ولد لوط، وقيل إنه من ولد إبراهيم عليه السلام، وامرأته هي رحمة بنت أفرايم بن يوسف، وأورد البيضاوي إن امرأة أيوب هي ليا بنت يعقوب ( دائرة المعارف الإسلامية،الجزء الخامس، 1998، ص 1441) .
وحين يُذكر الصابرون، يتبادر إلى الذهن سيدنا أيوب عليه السلام، فهو رجل عظيم التقوى، رحيم بالمساكين، يكفل الأرامل والأيتام، ويكرم الضيف، وكان نبياً بعثه الله سبحانه وتعالى ليدعو أهل بلده إلى التوحيد، وقيل إنه كان في حوران، حيث كان هو والذين آمنوا يلتفون حوله كل مساء ويصلون معه.
وحين جاء أمر الله عز وجل في ابتلاء سيدنا أيوب، كان البلاء على جسده دون أن يكون له سلطاناُ على قلبه، أو لسانه، أو عقله ، فخرج من جسده ثآليل مملوءة بالديدان ، وتغير لحمه ، وانتن حتى أخرجه أهل قريته من القرية، وتوفي أولاده ، إذ قيل في عددهم إنهم ستة وعشرون ولداً، وكانت امرأته تعمل في بيوت الناس وتأتي بالطعام لها ولزوجها، ويروي أكثر علماء المسلمين إن أيوب كان في السبعين من عمره حين ابتُلي بالمرض، واختلف الرواة في مدة بلائه، منهم من قال إنها سبع سنوات ومنهم من قال سبع سنوات وسبعة أشهر وسبع ساعات ، وقال آخرون ثلاث سنوات، وغيرهم قال ثلاث عشرة سنة.
ويروي القرآن العظيم في سورة (ص، آية 41) ، إن الله أمر أيوب أن يركض برجله الأرض، فنبعت عين ماء اغتسل أيوب عليه السلام منها وشرب من مائها، فلم يبق من دائه شيء، إلاّ إن الرواية الإسلامية جعلت لجبريل عليه السلام صلة في قصة أيوب عليه السلام، والتي تُشير إلى إن أيوب بعد أن دعا ربه في يوم جمعة ، ظللته سحابة، ولمع البرق ودوى الرعد، وسمع أيوب أصواتاً تُعلن إليه رحمة ربه وعفوه عنه، وفي تلك الأثناء جاء إليه جبريل عليه السلام وأجلسه، وأمره أن يضرب الأرض برجله، فنبعت عين ماء أغتسل أيوب منها ، فعادت إليه صحته وقوته وشبابه، واستحالت الديدان التي كانت تأكل جسده نحلاً ودود قز.
وقيل، لقد نذر أيوب عليه السلام نذراً ، لئن شفاه الله ليضربن زوجته مائة جلدة، واختلف العلماء في سبب هذا النذر ، يقول بعضهم إن أيوب غضب عليها لأن غيابها عنه طال في أحد الأيام، ويقول آخرون : إنها استحقت ذلك لأنها أشارت عليه بأن يعبد إبليس لعنه الله، فلما أراد أيوب أن يبر بيمينه، أمره الله أن يأخذ مائة قضيب من الشجر خفافاً فيضربها ضربة واحدة، وقيل أمره الله أن يأخذ غصناً واحداً يحمل مئة ورقة، واتفق العلماء على أن الله عز وعلا قد ردّ إلى أيوب أبناءه الذين هلكوا، ويقول آخرون إن الله رد إلى امرأته شبابها وأنجبت له أبناء اختُلف في عددهم حتى قيل إنهم ستة وعشرون ولداً.
ويُروى إن أيوب عاش بعد شفائه مثل عمره قبل بلائه، ويُقال إن دير أيوب والعين التي اغتسل بها على مقربة من إقليم الأردن، وما زال يوجد في ذلك الموضع حمام أيوب إلى اليوم، ومقام يُسمى مقام الشيخ سعد ، وكان يُسمى من قبل مقام أيوب.
تم أخذ المادة من دائرة المعارف الإسلامية ، الجزء الخامس، 1998م، ص ص 1440 – 1444 ، بتصرف

ويُمكن القول إن الصبر هو مفتاحٌ للفرج، فكن صابراً عند البلاء ، شاكراً عند الرخاء، راجياً عفو الله ، خائفاً من عقابه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق