تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الأحد، 18 يناير 2015

استراتيجية التغيير...8

كيف نفهم استراتيجية التغيير ؟ (8)
د. سُمية عيد

لتنفيذ التغيير، يُمكن أن يُوفر مديرو المدارس مكاسب قصيرة المدى ، عن طريق التقويم البنائي مثلاً، إذ يٌعد التقويم البنائي أسلوياً مهماً لتوفير مكاسب قصيرة المدى خلال سنة دراسية، وللتعرف أكثر على التقويم البنائي المعنيْ هنا، فهو نشاط يُوفر تغذية راجعة ، بحيث لا يكون طويلاً ولا رسمياً ؛ لتحسين الممارسة المهنية ولرفع تحصيل الطلبة .
ولممارسة التقويم البنائي عملياً ، يُمكن أن يطلب المعلم من طالب ما أن يقرأ  فقرة معينة، وحين يبدأ الطالب بالقراءة  ويُخطىء، فإن المعلم لا يستطيع تسجيل الخطأ ، من هنا فهو يقوم بتقييم الطالب على نحو مستمر ، حيث يتوقف عند اللزوم ليوجه الطالب ويستخدم التغذية الراجعة الفورية ؛ لتحسين الأداء.
بناءً على ذلك، فكلما توقف المعلم عند الخطأ الذي يصدر عن الطالب سواء أكان ذلك في القراءة أم الكتابة أم الإجابة عن أسئلة الفصل أو الوحدة أم حل مسألة ما ، كلما وفر توجيهاً وتغذية راجعة وتقييماً مستمراً، إذ يستطيع المعلمون تبادل النتائج وذلك بعرض الممارسات المهنية التي استُخدمت بالإضافة إلى عرض نتائج تحصيل الطلبة في التقييم البنائي، إذ تُعد هذه العملية وثيقة يرتكز عليها المعلمون بتكرارها وأخذ الممارسات المناسبة.   
إن الثقافة السائدة لدى كثير من المعلمين والقادة التربويين كانتظار نهاية السنة، للتعرف على الطلبة الراسبين ، ومن ثم تكرر الممارسات نفسها في السنة التي تليها على أمل الخروج بنتاجات أفضل، من شأنها أن تُضعف جهود التغيير، وأن توسع فجوة التغيير، وللحد من تأثير هذه الثقافة غير المجدية،  ينبغي أن يتدخل المعلمون فوراً ومعالجة خطر الرسوب السنوي باتباع إجراءات قد تأخذ مزيداً من الوقت، بتغيير جدول أو منهاج، وبتغيير أساليب التدريس التي يتعامل بها المعلمون مع الطلبة المعنيين بالرسوب، والشروع بتطبيقها مع التغذية الراجعة الفورية والتقييم البنائي الفوري أثناء السنة الدراسية، فإن ذلك سيُؤدى حتماً إلى التقليل من نسب الرسوب، إذ إن الانتظار لنهاية السنة الدراسية للكشف عن مدى تحقق الأهداف التربوية المألوفة لدى القادة التربويين والمعلمين، عملية يشوبها الفشل ، فلا بد من التغيير وإن اتسم بعدم الألفة.
إن تصريحات القادة التربويين عن ممارسة آخر تغيير لن تُقلل من فجوة التغيير ، وانتظارهم لتنفيذ الأوامر المتعلقة بالتغييرمن الجهات العليا، لن يُحقق تعاون المعلمين ، وبالتالي لا يُؤكد ذلك تعاطف معلمي المدارس مع التغيير، وإذا أريد لاستراتيجية التغيير أن تكون فاعلة، فإن عملية التعاون بين المعلمين أنفسهم مع القادة التربويين في بذل الجهد من خلال التركيز على المكاسب الفورية، وتبادل الممارسات المجدية، والقيم على أساس من النزاهة والاحترام المتبادل لممارسات ونتائج كل معلم، يُمكن أن يُؤدي ذلك إلى الإسهام في ردم فجوة التغيير .   

إن مقولة : نريد أن نصنع تقدماً ونلتزم بالتغيير دون ذكر كيف سيتم الالتزام بالتغيير ، يُعد ذلك خداعاً ، إذ إن الالتزام بالتغيير يحتاج لذكر أساسيات التغيير ، فحين يتم ذكرها وتفهمها ؛ فمن المؤكد إن قائل المقولة هو من صانعي السياسات المتمكنين من استراتيجية التغير والأخذ بها ، ويُمكن التعرف على أساسيات التغيير  إن شاء الله قريباً.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق