الإشراف التربوي
د. سُمية عيد
يعد الإشراف التربوي نظاماً
فرعياً من النظام التربوي،فهو يُسهم في تطوير العملية التعليمية التعلمية، ويسعى لتحسين عناصر العملية التعليمية كافة ، ويعمل على تحسين وتطوير وإثراء المناهج وفق التطورات والتغيرات العالمية الحديثة، وتحسين كفايات المعلمين أثناء التفاعل الصفي، والعناية
بالتلاميذ ، وكذلك يهتم بالتفاعل مع البيئة المحلية؛ بما يخدم عملية التعليم والتعلم.
لقد مرّ الإشراف التربوي بمراحل متعددة كما
يلي:
1. مرحلة التفتيش : اهتمت هذه المرحلة بالمعلم ، وتعد الزيارة الصفية
المفاجئة (التفتيش) وسيلة المشرف التربوي الرئيسة التي تهدف إلى تقويم سلوك المعلم داخل غرفة
الصف،إلاّ إن الزيارات لم تُسجل أثراً فاعلاً في تطوير العملية التعليمية، كما أن اتجاهات المعلمين نحو التفتيش كانت سلبية،
ومع ذلك فالزيارات الصفية من أكثر الأساليب الإشرافية استخداماً ، فهي ترافق معظم الأساليب الإشرافية، كما أنها ضرورية للمشرف التربوي حيث يطلع المشرف التربوي من خلالها ميدانياً على طريقة التدريس، ومستوى التلاميذ، ونقاط القوة والضعف عند المدرسين، ومدى تحقيق الأهداف المتفق عليها.
2. مرحلة التوجيه
: اهتمت هذه المرحلة بمراعاة أهداف وقيم وسلوك المعلم وتحسينها؛ الأمر الذي أسهم
في تكوين اتجاهات إيجابية لدى المعلم نحو الإشراف، واهتمت هذه المرحلة بتطوير
كفايات المعلمين كمدخل أساسي لتطوير العملية التعليمية التعلمية على أن يتم ذلك على نحو ديمقراطي يؤكد على شخصية المعلم وحاجاته الحقيقية، إلا أن الممارسات الإشرافية بقيت تتسم بالطابع التفتيشي الذي يركز على إظهار أخطاء المعلم.
3) مرحلة التعاون: تبلورت هذه المرحلة من خلال استخدام المفاهيم التربوية الحديثة في الإدارة مثل: الإدارة بالأهداف وتحليل النظم واستخدام أساليب بحوث
العمليات ، والتي تبنت المفهوم الديمقراطي في الإدارة والقيادة، وفي ظل مفهوم الإشراف التربوي الشامل يقوم المشرف التربوي بمجموعة من الأساليب الإشرافية تجاه المعلمين، وفق أهداف محددة وخطة مرسومة من أجل تحسين وتطوير ممارساتهم
وزيادة قدراتهم المهنية، وذلك بالتعاون مع جميع عناصر العملية التعليمية منذ بداية العام الدراسي.
أما
بالنسبة لمفهوم الإشراف التربوي ، فقد تبيّن صعوبة إجماع الخبراء التربويين على مفهوم
محدد للإشراف؛ نظراً لتباين اتجاهاتهم
ومفاهيمهم ، فمنهم من جعله يمد المعلم بما يحتاج إليه من مساعدة، وهناك من جعله
يستهدف تزويد التلاميذ في جميع المراحل بمستوى أفضل من الخدمات التربوية ، ونظرت
بعض التعريفات إلى الإشراف التربوي نظرة شمولية من حيث أنه يمثل عملية ديناميكية
تؤدي إلى دراسة وتحسين جميع العوامل المؤثرة في الموقف التعليمي، ويُمكن بذلك طرح
بعض المفاهية للإشراف التربوي كما يلي:
عملية تعاونية
تشخيصية تحليلية علاجية مستمرة تتم من خلال التفاعل البناء بين المشرف التربوي والمعلم بهدف تحسين عمليتي التعليم والتعلم .
متكامل العناصر له مدخلاته وعملياته، يستهدف
إحداث تأثيرات إيجابية مرغوب فيها في كفايات الفئة المستهدفة كي
تسهم في تحسين عملتي التعلم والتعليم .
عملية شاملة لا تقتصر على أداء المعلم الصفي ولكنه
يتم بصورة تعاونية مع عناصر النظام الإشرافي كافة من أجل تحسين وتطوير عملية التعليم والتعلم من خلال الاستخدام الأمثل للمدخلات المتوفرة واستخدام أساليب إشرافية متنوعة،
وبذلك فهو " عملية قيادية
تعاونية منظمّة، تعنَى بالموقف التعليمي التعلّمي بجميع عناصره؛ من منهاج ووسائل
وأساليب بيئية ومعلم وتلميذ، وتهدف إلى دراسة العوامل المؤثرة في ذلك الموقف
وتقييمها، للعمل على تحسين التعلم وتنظيمه، من أجل تحقيق أفضل الأهداف للتعليم
والتعلم.
العملية الأكثر التصاقاً بالنمو المهني للعاملين التربويين، والأقوى
أثراً في تطوير كفاياتهم الأدائية التعليمية والإدارية المساندة لعمليات التعلم
والتعليم، وفي تطوير المناهج التربوية والمواد التعليمية؛ لزيادة كفايات الأنظمة
التربوية وزيادة مردودها وإنتاجها.
سلسلة الجهود المنظمة
والمخططة الموجهة نحو أداء المعلم؛ بهدف تشخيص وتحليل الموقف الصفي بالتعاون مع المشرف التربوي لمساعدة المعلمين على تطوير قدراتهم ومهاراتهم في تنظيم التعلم وتنفيذ المنهاج التربوي وتحقيق أهدافه بفعالية.
استناداً على ما تقدم من مفاهيم يمكن إجمال مفهوم الإشراف التربوي بأنه
يُمثل عملية تعاونية علاجية مستمرة بين المشرف التربوي والمعلم لتحسين عمليتي
التعلم والتعليم، بالإضافة إلى إنه عملية شاملة قيادية تعاونية منظمّة، تعنَى
بالموقف التعليمي - التعلّمي بجميع عناصره، وعليه فهو سلسلة جهود منظمة ومخطط لها
وموجهة نحو أداء المعلم، لذلك فهو نظام إداري متكامل العناصر.
كما يهدف الإشراف التربوي إلى تحقيق كثير
من الأهداف التربوية منها ما يلي:
1.
تقويم وتنمية العملية التعليمية التعلمية في جميع عناصرها.
2. توفير متطلبات المدارس من المدخلات البشرية والمادية والتجهيزات اللازمة.
3. إيجاد الدافعية لدى المعلم والمتعلم نحو التعلم.
4. تطوير الخبرات والمهارات التعليمية للمعلمين.
5. التغلب على الصعوبات والعقبات التي تواجه المسيرة التعليمية.
6. معالجة حالات الضعف والفروق الفردية لدى الطالب.
7. التقيد بتعليمات
العملية التربوية التعليمية في المدارس.
8.
تقسيم المعلمين إلى فئات من حيث الحاجة إلى الخدمات العلاجية المناسبة لهم.
9. إعداد التقارير الدورية وإجراء الدراسات والإحصاءات؛ للتقويم والمعالجة.
لتحقيق
الأهداف التربوية، يقوم المشرف التربوي بمهام عدة في ميادين وجوانب العملية التربوية والتعليمية كافة كالآتي:
1. الاطلاع على على
مدى كفاية البيئة المدرسية من حيث المباني والمرافق والصيانة والنظافة.
2. الاطلاع على مدى ملاءمة كثافة وتوزيع الطلاب وفق نوعية المباني المدرسية.
3. مسح احتياجات المدارس من المعلمين وإبداء الرأي في توزيع معلمي المادة
وفق الحاجة.
4.
الاطلاع على صحة وملاءمة الجداول المدرسية.
5. الإطلاع على دفاتر
التحضير لمعلم المادة، وأعمال الطلاب التحريرية والاختبارات
وسجل رصد الدرجات.
6. توجيه معلمي المادة ومشاركة مدير المدرسة في تقويم الأداء الوظيفي لهم وتطوير مهاراتهم.
7. إثراء المادة في مجال المقررات والمناهج والكتب المدرسية والوسائل التعليمية والنتائج التحصيلية.
8. متابعة مدى تحقق الأهداف السلوكية للمادة وللعملية التربوية التعليمية.
9.
تبادل الزيارات للمعلمين وتنفيذ الدروس التوضيحية.
10.
الإشراف والمشاركة على البرامج التنشيطية والدورات التدريبية وورش العمل والندوات واللقاءات والمؤتمرات التربوية والتعليمية .
بناءً
على ما تقدم، يُمكن القول بأن عملية الإشراف التربوي ، تُمثل اللبنة الأساسية
لتحقيق الغايات الإشرافية بالطرق العلمية المنهجية: من ملاحظة ووصف وقياس وتقويم
وتحسين، وتتكون محتويات الإشراف التربوي من معلومات وبيانات تتوفر من أعمال المراقبة والملاحظة والتي يعمد المشرف إلى
معالجتها بالقياس والتقييم للحكم على قيمة موضوع التربية الذي يشرف عليه كبطاقات
التدريس، والنماذج والاستطلاعات، وأدوات التسجيل المسموعة والمرئية.
المراجع:
ـ الأسدي، سعيد جاسم و
إبراهيم، مروان عبد المجيد (2003). الإشراف التربوي ، عمان: الدار العلمية
الدولية، ودار الثقافة للنشر والتوزيع.
ـ الخطيب، رداح (2000).
الإدارة والإشراف التربوي: اتجاهات حديثة، عمان: دار الندوة للنشر
والتوزيع.
ـ الدويك، تيسير (1998). أسس
الإدارة التربوية والمدرسية والإشراف التربوي، عمان: دار الفكر للنشر والتوزيع.
ـ ستراك،
رياض (2004). دراسات في الإدارة التربوية، عمان: دار وائل للنشر والتوزيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق