تكنولوجيا
المعلومات
د. سُمية عيد
نشأت
تكنولوجيا المعلومات منذ القدم، حيث اهتم الإنسان بالمعلومات من أجل الإفادة منها،
فقد اخترع بعض الآلات كالمحسب الحجري الذي اخترع في بابل منذ 3000 عام قبل
الميلاد، وفي مصر اخترع الإنسان محسب الخرز والأسلاك ، ومع تقدم الحضارة الإنسانية
ازداد احتياج الإنسان إلى استخدام المعلومات وطور العديد من الطرق والآلات للإفادة
منها.
في
هذا الصدد ظهر علم الخوارزميات في عام 800م ، وفي عام 1643م اخترع العالم الفرنسي
بليز باسكال آلة ميكانيكية للقيام بالعمليات الحسابية البسيطة أطلق عليها اسم
باسكالين(Pascalene) ، ثم طور العالم البريطاني جورج بول نظاماً حسابياً أطلق عليه
اسم الجبر البولياني (Boolean algebra)، حيث اعتمد هذا العالم
في تصميم نظامه إلى منطق الخطأ والصواب والذي هو أساس تصميم الدارات المنطقية
للكمبيوتر ، وبدأ مع ظهور هذا النظام التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات.
على
إثر ذلك ظهر أول جهاز حاسوب في عام 1939م
، وطورت بعد ذلك الحواسيب، وبدأ معه تطوير لغات البرمجة ، وظهرت بعد ذلك الشبكات،
حيث جاءت الفكرة من ربط مجموعة الحواسيب مع بعضها من أجل استخدامها في المجال
العسكري في بادئ الأمر، ثم بدأت تتطور هذه الفكرة لإنشاء شبكات محلية وشبكات
إقليمية لتكون بعد ذلك الإنترنت كما نعرفها اليوم .
بالرغم
من حداثة مصطلح تكنولوجيا المعلومات وارتباطه بثورة الحاسوب، إلا أن عملية تطور تكنولوجيا
المعلومات كنظام قائم بذاته مرت بخمس مراحل تاريخية يمكن إيجازها بما يلي :
المرحلة الأولى: وتتمثل هذه
المرحلة في اختراع الكتابة، ومعرفة الإنسان لأشكال الكتابة المختلفة، مثل الكتابة
المسمارية والكتابة السومرية والكتابة التصويرية حتى ظهور حروف الكتابة والتي عملت
على إنهاء عهد المعلومات الشفهية والتي تنتهي بموت الإنسان أو ضياع قدراته
الذهنية.
المرحلة الثانية: وتتمثل هذه
المرحلة بظهور ثورة الطباعة مما أدى إلى تزايد انتشار المطبوعات والكتب وسهولة
تناقل المعلومات إلى مساحات جغرافية أوسع.
المرحلة الثالثة: وتتمثل هذه
المرحلة في ظهور وسائل نقل وإنتاج المعلومات كالصحف والتلفاز والمجلات والأقراص
المرنة والهواتف وغيرها من وسائل الاتصال التي سهلت حركة إنتاج المعلومات ونقلها
بسرعةٍ كبيرة.
المرحلة الرابعة: وتتمثل في
اختراع الحاسوب وما رافقه من تقنيات وتطبيقات سهلت إنتاج المعلومات وتخزينها
واسترجاعها عند الحاجة لها، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع إيجابيات وسلبيات
الحواسيب.
المرحلة الخامسة: وتتمثل في
تطور الحواسيب وظهور شبكات الإنترنت والشبكات الافتراضية والتفاعلية والشبكات
المحلية والدولية وما يرتبط بها من تقنيات مختلفة.
من
هنا تعد تكنولوجيا المعلومات من المنجزات العلمية المهمة في هذا العصر، الذي سمي
باسمها عصر التكنولوجيا ، فهي ذات أثر مباشر و فعال على المجتمعات كافة: أفراداً و
جماعات و منظمات، فقد أدت إلى اختزال البعد الجغرافي بين المجتمعات
المختلفة،وجعلها بمثابة قرية صغيرة تعمل على تمكين الأفراد من الاتصال والتواصل
وتبادل المعرفة بسرعة فائقة.
هذا
ويُمكن تعرف مفهوم تكنولوجيا المعلومات من خلال تعريف كلمة
تكنولوجي TECHNOLOGY والتي هي مشتقة من الكلمة اليونانية TECHNE وتعني: فنياً أو مهارات ،
أما الجزء الثاني من الكلمة LOGY فتعني علماً أو دراسة ويترجم البعض كلمة
تكنولوجيا إلى العربية (تقنية) ، وتظهر تكنولوجيا المعلومات في كل أوجه حياتنا، قد
تكون المعلومات في شكل أذان، أو نشرة الأخبار في المذياع، أو التلفاز، أو الجريدة
الصباحية، أو هاتف يخبر نبأ ، كذلك محتويات الأوراق في العمل، أو الحاسوب ،أو جهاز
الفاكس، وتشمل بذلك الوسائل التي تستخدم لإنتاج المستلزمات لراحة
الإنسان واستمرارية وجوده ، ولا تزال تكنولوجيا المعلومات مستمرة في النمو والتطور.
بذلك يُمكن
تعريف تكنولوجيا المعلومات على أنها : الاستثمار المفيد و الأمثل لمختلف أنواع
المعارف، و البحث عن أفضل الوسائل و السبل التي تسهل الحصول على المعلومات، التي
تقودنا إلى المعرفة، و كذلك جعل مثل هذه المعلومات متاحة للمستفيدين منها، و
تبادلها وإيصالها
بالسرعة المطلوبة و الفاعلية و الدقة اللتين تتطلبهما أعمال و واجبات الإنسان
المعاصر.
هذا وتمثل
التكنولوجيا نطاقاً واسعاً من القدرات والمكونات للعناصر المتنوعة المستخدمة في
خزن المعلومات فضلاً عن دورها في توليد المعرفة.
كما أنها ذلك الجزء المادي من الأجهزة و
ملحقاتها والشبكات المحلية الواسعة و العالمية، غير الملموسة كبرامج العمليات و
الشؤون الإدارية والمالية و قواعد البيانات المختلفة التي تشمل الوعاء الأساسي
لبيان أي منظمة أو مؤسسة.
في
ذلك تم تلخيص مفهوم تكنولوجيا المعلومات بأنها : مجموعة المجالات المعرفية من
علمية وتقنية وهندسية وإنسانية واجتماعية والإجراءات
الإدارية والتقنيات المختلفة المستخدمة والجهود البشرية المبذولة في جمع المعلومات المختلفة وتخزينها ومعالجتها ونقلها
وبثها واسترجاعها ؛ الأمر الذي يُولد تفاعلات بين هذه التقنيات والمعارف والإنسان بحواسه
كافة.
من
هذا المنطلق يُمكن إيضاح مفهوم تكنولوجيا المعلومات بما يلي:
· تتميز تكنولوجيا المعلومات بأنها تركزعلى استخدام تقنيات
برمجيات الحاسوب.
· تتميز تطبيقات تكنولوجيا المعلومات بالحصول على البيانات ،
بعد ذلك تبدأ عمليات المعالجة على هذه البيانات التي تتضمن التنظيم و التنبؤ التخزين و الترميز و التحليل، ثم يتم إرسال
النتائج المترتبة على عمليات المعالجة السابقة إلى الجهات المعنية للاستفادة منها.
· تتميز أنظمة تكنولوجيا المعلومات بظهور العديد من مجالات
التطوير، كظهور البرمجيات المتطورة التي تتضمن النظم الخبيرة، و الذكاء الاصطناعي،
و قواعد البيانات، وأتمتة المكاتب و الانترنت و الانترانت و الإكسترانت و البريد
الإلكتروني و تكنولوجيا الاتصالات البعيدة.
المراجع:
ـ السالمي، علاء عبد الرزاق (2004).
تكنولوجيا المعلومات، الطبعة الثانية، عمّان:دار المناهج للنشر و التوزيع.
ـ سلطان، محمد سعيد أنور (2004). السلوك
التنظيمي ، الاسكندرية: الدار الجامعية الجديدة للنشر.
ـ عاشور ، أحمد صقر ( 2006). السلوك
الإنساني في المنظمات ،الطبعة الثانية،
الاسكندرية: الدار الجامعية للنشر.
ـ العطية ، ماجدة ( 2003 ) .
سلوك المنظمة :سلوك الفرد والجماعة ،عمّان: دار الشروق للنشر والتوزيع.





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق