العدل (2)

من صفات المؤمن

العدل(2)

وتؤكد لنا مسيرة حياة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مواقفَ في العدل تُسهمُ في تطوير النفس البشرية وتنميتها، وتعملُ على تكوين واقعٍ يزخرُ بأمان الذهن البشري واطمئنانه، فحين جاء رجلٌ من مصر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال : يا أمير المؤمنين، لقد تسابقت مع ابن عمرو بن العاص والي مصر ، فسبقتهُ،  فضربني بسوطه ، وقال لي أنا ابن الأكرمين.

فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: إذا أتاك كتابي هذا فالتحضر إليّ ومعك ابنك، فلما حضرا، أعطى عمر بن الخطاب السوط للرجل المصري ليضرب ابن عمرو بن العاص قائلاً : اضرب ابن الأكرمين.

وحين كان رجلٌ من سادة العرب يطوف حول الكعبة، داس رجلٌ على طرف ردائه، فضربه الرجل الذي من سادة العرب على وجهه ضربةً شديدة، فاشتكى الرجل المضروب لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه،فطلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إحضار الضارب، فلما حضر ، أمر عمر بن الخطاب الرجل المضروب أن يقتص من الضارب بأن يضربه على وجهه مثلما فعل معه، فقل الرجل الضارب متعجبًا: وهل أستوي أنا وهو في ذلك؟! فقل عمر : نعم ، إن الإسلام سوّى بينكما.

قال تعالى في كتابه العظيم: ﴿... وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ...  ﴾ صدق الله العظيم آية رقم (58) من سورة النساء

أختكم أ. د سُميّة الزعبوط