إضاءات تربوية: تربية المراهق
(6)
د. سُمية عيد
تبدأ تربية المراهق بفهم طبيعة المرحلة التي يمر
بها، إذ يتخللها تغيرات نفسية وعقلية واجتماعية وجسدية ؛ الأمر الذي يُوجب الضرورة
القصوى لفهم تلك المرحلة.
ولفهم تلك المرحلة ، ينبغي أن تكون الصداقة في
إطار من التفاهم والاحترام والحوار البناء فهي محور التعامل مع المراهق، الذي يعيش
ثورة حقيقية من التغيرات في حياته، والتي تتمثل بالآتي:
§
تتمثل التغيرات في التطور الذهني والعقلي السريع ،
من هنا يستعرض المراهق مقدرته الذهنية والعقلية بالجدل والمناقشة.
§
تتمثل التغيرات في الحالة الانفعالية غير
المتوازنة، من هنا نجده منفعلاً قلقاً حائراً .
§
تتمثل التغيرات في رغبته بالاستقلال عن سلطة
الكبار أو محاولته لأن يتساوى معهم من خلال التشبه بهم .
بناءً على
ذلك، يأتي دور التربية من قبل الأبوين بما يلي:
v ينبغي
التوقف عن التدخل في حياته كما لو كان طفلاً، بمنحه مساحة من الحرية، والتوقف عن
أسلوب الأمر والإلحاح عليه بما يزيده تمرداً.
v ينبغي
تجاهل تصرفاته غير السليمة، مع التوضيح له بأن سلوكه وتصرفاته مرفوضة .
v ينبغي وعظه
وإرشاده على فترات ، دون اللجوء إلى مدحه .
v ينبغي
محاورته كصديق وليس كإبن ، بحيث تدخل معه بمواضيع تقلقه كالتطور والتغير الذي يحدث
لمن في عمر البلوغ ، مع بيان الأحكام الشرعية لهذه المرحلة، كما ويُقدم له بعض
الكتب في ذلك ليقرأها ، ومن ثم يتم تحديد يوماً لإجراء المناقشة والحوار لمعلومات
الكتاب الذي قرأه.
v على
الأبوان أن يكونا قدوة حسنة للأبناء، بحيث يتم التصرف مع الابن في هذه المرحلة
الحرجة بصورة طبيعية .
v ينبغي أن
يرافق أحد الأبوين أو كليهما لزيارة الأقارب، أو لحديقة ما أو لمطعم والتحدث معه
كإنسان كبير سواء أكان المراهق ذكراً أم أنثى.
v ينبغي على
الأبوين أن يقترحا للإبن المراهق عدة هوايات ، وإعطائه الفرصة كي يختار ممارسة
الهواية التي يُريد ويرغب، مع توجيهه ونصحه.
v يتوجب تشجيعه
على تكوين جماعات وأصدقاء ، مع عدم مراقبته، واستضافة أصدقائه والتعرف عليهم، مع
احترامهم .
v ينبغي إظهار
الافتخار به أمام أقاربه وأصدقائه.
v ينبغي
اصطحابه لمجالس الرجال، وجلساتهم التي يتخللها مناقشة بعض المشاكل ؛ ليعيش أجواء
الرجولة ومسؤولياتها ، وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة في مرحلة المراهقة يتم اصطحابها
لمجالس النساء التي يتخللها الذكر وأخبار السلف الصالح.
فليحسن
الأباء (الأم والأب) صحبة أبنائهم ، وليكونوا قدوتهم، وليجمعوا أسرتهم على المحبة،
ولا شيء غير المحبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق