تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الثلاثاء، 31 مارس 2015

أفكار مبعثرة ...8 لغتنا العربية

أفكار مبعثرة ...... 8
لغتنا العربية
د. سُمية عيد

إن اللغة العربية هي لغة الدين والحضارة والتراث، وهي لغة الآباء والأجداد، بها ساد العرب العالم، وقدموا خير ما يُمكن أن يُقدم للبشرية، إنها الحقيقة التي شهدت لها السماء، وأوحى بها الله للبشرية جميعاً.
هذا وقد تسلم العرب اللغة العربية من ينابيعها الصافية ، ومن موردها العذب، فجاءت رقراقة سهلة، لم يُصبها الوهن، ولم ينل منها الزمن، وظلت عصية على الامتطاء، وظلت كذلك إلى أن هان أمرها علينا، فأصبحنا نسمع دعوات من أبناء العربية، يزعمون فيها أن اللغة العربية عاجزة عن التطور والتطوير، وأنها عسيرة النمو، وأنها معقدة التركيب، وأنها لغة محنطة، وهو ادعاء غير مؤسس لا يخلو إما من حقد عليها، وإما من جهل بها، وفي الحالتيْن لا عذر للصامتين.
فاللغة حين تتكلس تُصبح ثقيلة الظل، ضعيفة الحركة، وهي لا تتكلس إلاّ عندما يتوقف  أصحابها، لذا حظي الدرس اللغوي حديثاً بشيء من الفحص والدراسة والتحليل من خلال مناهج جديدة تختلف عموماً عما كان سائداً في الدراسات اللغوية القديمة، فاللسانيات الحديثة تتناول اللغة بالدراسة من مستويات أربعة : هي المستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والنحوي، ثم الدلالي.
وتأثرت اللغة العربية بأحداث التاريخ والأنشطة البشرية كلها، بحيث لا تمر تلك الأحداث دون أن تترك بصماتها عليها، سواء في استحداث لفظ، أم تعريبٍ، أم كلمة، أم توليد معنى، فالأصل في اللغة هو المعنى لكل كلمة وفق الاستعمال، والفرع هو كل ما في اللغة خلاف ذلك لخدمة الأصل كالصرف، والنحو، والبيان ، والبديع ، وما إلى ذلك.
هذا وصرف علماء اللغة العربية همهم لجمع مفردات اللغة بترتيب أو بغير ترتيب، وكان من ذلك كتب : الكسائي، والفراء، والمبرد، وأبي زيد الأنصاري، وما إلى ذلك، إذ درجت تلك الكتب في شرحها على الاهتمام بأشكال الكلمات وصيغها وإعرابها وصرفها ونحوها ، بمعنى الاهتمام بالفرع قبل الاهتمام بالأصل وهو المعنى، ثم اشتد هذا الاهتمام حتى بلغ ذروته في الخلافات بين الظواهر الصرفية والنحوية، بين البصريين والكوفيين وبين كبار النحاة .
وظل هذا الحال على ما هو عليه حتى الآن، فتقيدوا بصيغ الأفعال وتصاريفها وأقوال السلف في معاني الكلمات، وخافوا أن يحيدوا عن ذلك، خوفاً من المساس بالقرآن الكريم، أو بأقوال القدماء من شعراء الجاهلية، ولم يستشهدوا على صحة القول بالمحدثين من الشعراء بعد بشار بن برد ، ونسوا أن الإنسان في استعماله للغة يستعمل الكلام ليكوّن فكراً ، ولا يستعمل الفكر ليكوّن كلاماً ولغةً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق