المفاهيم الخاطئة حول الإبداع
(1)
د. سُمية عيد
إن الإبداع نتاج الفكر الإنساني، ليس محصوراً ضمن قوالب
محددة أو اشكال بعينها، إنما يأخذ أشكالاً لا حصر لها وفي مجالات عديدة وواسعة،
وقد تشترك طاقات متعددة عند الإنسان لتعطي في النهاية طاقة إبداعية معينة تُؤكد
أهمية الوسط الذي يعيش فيه الإنسان.
الأفكار
الخاطئة حول مفهوم الإبداع
من المفاهيم الخاطئة في أذهان معظم الناس حول الإبداع
والمبدعين ما يلي:
§ ملَكَة (هبة): من الأفكار الخاطئة
هي فكرة : إن الإبداع هبة من عند الله عز وجل، وإن المبدعين أناس وهبهم الله مقدرات
ومواصفات خاصة، إذ تحرص بعض المؤسسات على أن يكون لديها أقسام خاصة بالمبدعين، حيث
لا يلتزمون بأوقات العمل المحددة، لأنه لا يمكن تقييد مواهبهم وقدراتهم بأوقات
داوم معينة، وهم لا يلتزمون بلباس معين كبقية الموظفين، ويُلاحظ إن كثيراً من
هؤلاء كانت لهم أعمالهم العظيمة التي أفادو بها المجتمع ، وكانوا مبدعين، إلا أن هذا
لا يعني أن الإبداع هو ما يُمثلهم وأن الآخرين يقومون بأعمال تُمثل مقدرة عادية
تخلو من التجدد.
§ حل المشكلات: إن الاعتقاد بأن الفرد
الذي لديه القدرة على حل المشكلات مبدع ، اعتقاد خاطىء، لأن حل المشكلات يُمثل أحد
الجوانب المهمة للإبداع وليس الإبداع ، من هنا لا ينبغي أن نعتبر الإبداع في جوهره
يُمثل القدرة على حل المشكلات فقط، بل قد يقود ذلك الإبداع إلى خلق مشكلات جديدة .
§ الإلهام: يعتقد بعض المهتمين إن
الإبداع يرتبط بنشاطات خاصة تتعلق بالفن والإلهام ، مع إنه يستطيع كل فرد أن يكون
مبدعاً في العمل الذي يؤديه، ويمكن أن يظهر الإبداع في أي عمل يتطلب تدخل العقل
البشري، إذ إن الإبداع ليس نمطاً معيناً
من النشاط ، وإنما هو قيمة وجودة وتميز يتسم به أي عمل يقوم به الإنسان.
§ الحرية المطلقة: يعتقد بعض المهتمين
أيضاً إن الإبداع يظهر بحصول الفرد على الحرية المطلقة، دون محاولة الضبط بحجة تنمية
الإبداع والابتكار لديه، إلا إن ذلك يُعد مفهوماً خاطئاً؛ لأن الحرية المطلقة
للفرد ضرورية لتعزيز الوسط الملائم للإبداع والابتكار، ولكن ليست مفهوماً صحيحاً للإبداع،
فالحرية ينبغي أن تكون واعية وملتزمة ومحددة ؛ فإن كانت غير ذلك فحتماً ستؤدي إلى
نتائج سلبية .
إن العقل البشري مبدع بطبيعته، إذ إن الإنسان يترجم ما
يراه حوله في هذا العالم إلى أفكار ونظريات ومعتقدات، وبالتالي فهو يخلق عالمه ،
فكل إنسان يرى العالم ويشعربه بطريقته الخاصة ، ويُعبر عن ذلك بأساليب مختلفة قد
تكون ألحاناً يُؤلفها أو حركات يُؤديها أو أفكار يسطرها أو صور يرسمها
أو آلة يُركبها، وما شابه ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق