تفسير القرأن الكريم , دروس ومواعظ دينية قرآن فلاش المصاحف الشهيرة لتختار منها المصحف الذي اعتدت التلاوة منه تجول فى مدينة القدس الشريف دليل المواقع الاخبارية , العالمية والمحلية راديو و إذاعة الاصول

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

مظاهر الحضارة في الأردن

" مظاهــر الحضارة في الأردن "
د. سُمية عيد
الإطار العام للبحث

مقدمة البحث
تعتبر لفظة حضارة مثيرة للجدل وقابلة للتأويل، واستخدامها يستحضر قيم (سلبية أو إيجابية) كالتفوق والإنسانية والرفعة، وفي الواقع يرى كثير من أفراد الحضارات المختلفة أنفسهم على أنهم متفوقون ومتميزون عن أفراد الحضارات الأخرى، ويعتبرون أفراد الحضارات الأخرى عكس ذلك، و يذهب بعضهم إلى اعتبار الحضارة أسلوب معيشي يعتاد عليه الفرد من تفاصيل صغيرة إلى تفاصيل أكبر يعيشها في مجتمعه .
 في هذا السياق فإن الحضارة تشمل  الفنون والتقاليد والتراث الثقافي والتاريخي ومقدار التقدم العلمي والتقني الذي تمتع به شعب معين في حقبة من التاريخ، وهي كل ما يميز أمة عن أمة من حيث العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة والملابس والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية، ومقدرة الإنسان في كل حضارة على الإبداع في الفنون والآداب والعلوم.
من هنا فإن التعرف على حضارات الشعوب يتمثل في البحث في طرق العيش والظروف الطبيعية، و الوضع الاقتصادي، والعلاقات الاجتماعية بين فئات المجتمع، وأنظمة الحكم السائدة، والإنجازات العلمية والثقافية والعمرانية، من هذا المنطلق جاء هذا  البحث؛ لتسليط الضوء على أحد مظاهر الحضارة الأردنية تبعاً لحضارة الأنباط .
مشكلة البحث
تكمن مشكلة البحث فيما يُمثله واقع الطالب العربي عامة، وواقع الطالب الأردني خاصة والذي يُشير إلى معرفة متواضعة في مظاهر حضارتنا العربية ، حيث يُمكن صياغة المشكلة البحث في التساؤل الآتي: كيف تتم دراسة أحد مظاهر الحضارة في الأردن؟
أسئلة البحث
سعى البحث إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية:
1)     ما مفهوم الحضارة بشكل عام؟
2)     ما مظاهر حضارة الأنباط وفق أصلهم، لغتهم ، المظاهر الاجتماعية والاقتصادية؟
3)     ما الآثار التي تمثل الحضارة في الأردن؟
أهداف البحث
سعى البحث إلى تحقيق الأهداف الآتية:
1)    تعرف مفهوم الحضارة بشكلٍ عام.
2)    رصد حضارة الأنباط وفق أصلهم ولغتهم والمظاهر الاجتماعية والاقتصادية لديهم.
3)    الكشف عن الآثار التي تمثل الحضارة في الأردن.
أهمية البحث
تتمثل أهمية البحث في أن مساهمة الحضارات في الرقي الحضاري العالمي أصبح مطلباً ملحاً بعد أن تحول العالم بأسره إلى قرية صغيرة؛ بفضل تطور وسائل الإعلام، وظهور فيما يُسمى بالعولمة المتجهة نحو جعل الأرض تعيش ضمن إطار ثقافي واحد، ويُمكن القول بأن أهمية هذا البحث تكمن في الآتي:
1)  تناول البحث أحد مظاهر الحضارة في الأردن والمتمثلة بحضارة الأنباط الذين هم أقرب في الأصل إلى العرب من الآراميين، كما تشير الأدلة التي استعرضها البحث إلى إن الأنباط تحدثوا العربية.
2)  تناول البحث حضارة الأنباط تبعاً لأصلهم العربي، وتبعاً للغتهم ، وبالتالي تبعاً للمظهر الاجتماعي، والمظهر الاقتصادي لديهم.   
3)     تناول البحث أيضاً استعراض بعض الآثار الدالة على حضارة الأردن العريقة .
منهج البحث:
سعى البحث إلى انتهاج المنهجين التالييْن :
المنهج التاريخي : استعرض البحث وفق المنهج التاريخي ما تناولته الكتب والوثائق والمؤتمرات والبحوث حول الحضارة بشكل عام وحول حضارة الأنباط في الأردن بشكل خاص.  
المنهج الوصفي التحليلي:   استعرض البحث وفق المنهج الوصفي التحليلي وصفاً تحليلياً لحضارة الأنباط، من خلال وصف وتحليل حضارتهم وفق أصلهم ولغتهم والمظاهر الاجتماعية والاقتصادية لديهم.
الإطار النظــــري للبحث
تناول الإطار النظري، البحث في مفهوم الحضارة عامة، وحضارة الأنباط خاصة، كما تناول استعراض حضارة الأنباط من حيث الأصل واللغة والمظاهر الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى استعراض الآثار الدالة على الحضارة في الأردن، وذلك على النحو الآتي:


مفهوم الحضارة

اختلفت آراء العلماء في تحديد مفهوم واضح ومتفق عليه لمصطلح الحضارة، الأمر الذي جعل لتفسيرها مذاهب شتى ترجع إلى اختلاف العلماء في مشاربهم الدينية والثقافية والعلمية ، ولهذا فلعل الأصوب هو استعراض مفهوم الحضارة من خلال اللغة العربية كمقدمة لفهم مصطلح الحضارة.
حيث تعني الحضارة من خلال  فعلها الثلاثي حضر وهو نقيض المغيب والغيبة، وحضرة الرجل قُربه وفناؤه، والحضرة قُرب الشيء، ثم تطور المعنى اللغوي نتيجة لتطور المجتمع العربي من الحضور الذي هو نقيض المغيب إلى الحاضر  بمعنى المقيم على الماء أو الذي  له مستقر، وتطور المعنى ؛ ليصبح وصفاً للحي أو القوم، فأضحت تُطلق على الحي، وبالتالي أصبح الحاضر يُطلق على خلاف البادي وهو المقيم بالمدن والقرى، فالحاضرة تعني المدن والقرى والريف، وسميت بذلك ؛ لأن أهلها حضروا الأمصار ومساكن الديار التي يكون لهم بها قرار (الرفوع، 2005). 
هذا ويُمكن تصنيف مفهوم الحضارة إلى اتجاهين هما (حسن، 2004):
الاتجاه العام: سمي بذلك لأن مجمل تعريفات الحضارة فيه تنحصر في أن الحضارة عبارة عن نشاط الإنسان في شتى المجالات وبشكلٍ شامل ، بحيث تشمل جوانب الحياة الإنسانية كافة، وبذلك تعتبر الحضارة مفهوماً عاماً يتناول جل قدرات الإنسان العقلية والنفسية والعملية المتجهة نحو الرقي والتقدم في جميع مناحي الحياة.
 حيث عُرّفت الحضارة بهذا الاتجاه بأنها: "نظام  اجتماعي يُعين الإنسان على زيادة إنتاجه الثقافي بأوجه مختلفة من موارد اقتصادية وعقائد خلُقية، ونظم سياسية، ومتابعة للعلوم والفنون بشتى أنواعها" (خريسات وهزايمة ومحافظة، عن ول ديورانت، 1999 :19).
كما عُرفت على أنها "مجموعة منظمة من الاستجابات التي تعلمها الأفراد، وأصبحت جزءاً من مميزات المجتمع" (خريسات وهزايمة ومحافظة، عن لاف لينتون، 1999 :19).
كذلك عُرفت على أنها: "عقائد دينية، وازدهار اقتصادي، وإنجازات إنشائية وفنية، وأنظمة تشريعية ، وتضامن اجتماعي وفق تقاليد وعادات موحدة (عباس، 2000).
عُرّفت أيضاً على أنها: " الإنجازات التي تحقق للبشرية أو حققتها البشرية من خلقٍ وسلوكٍ ومعارفٍ "( خريسات وهزايمة ومحافظة، 1999).
الاتجاه الروحي والديني: سمي هذا الاتجاة بذلك؛ نظراً لمحاولة رواده إلى ربط التقدم بالأديان، وبالتالي ربط الحضارة بالدين، حيث تبين أن معظم رواد هذا الاتجاه من المفكرين المسلمين، وقلة من المفكرين الغربيين.
كذلك عُرفت الحضارة وفق الاتجاه الروحي بأنها: "مجموعة من المفاهيم عن الحياة، وبالتالي فإن الحضارة الإسلامية على أساس العقيدة الإسلامية، وهي بالتالي قائمة على أساس روحي " (حسن، 2004).
هذا وعُرفت على أنها: " نظام متكامل يشمل كل ما للإنسان من أفكار وآراء وأعمال وأخلاق في حياته الفردية أو العائلية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية (سعيد والحمد، 2004).
كما عرفها بعض المفكرين بأنها: " البحث الفكري والروحي الذي لا يظهر  في أمةٍ من الأمم إلاّ في صورة وحي يهبط من السماء ويكون للناس شرعةً ومنهاجاً، فكأنما قُدِر للإنسان ألاّ تُشرق عليه شمس الحضارة إلاّ حيث يمتد نظره إلى ما وراء حياته الأرضية (خريسات وهزايمة ومحافظة، 1999).


الحضارة في الأردن
بناءً على ما تقدم من استعراض لمفهوم الحضارة، فقد تعاقبت على الأردن حضارات متعددة، واستقرت فيه الهجرات السامية التي أسست تجمعات حضارية مزدهرة في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، كالحضارة الأشورية ، والبابلية، والبيزنطية أو الرومانية ، وحضارة الأنباط، وتم اختيار البحث لحضارة الأنباط في الأردن، حيث أنها تمثل مجموعة محددة الهوية استوطنت جنوب الأردن في القرن الرابع قبل الميلاد ، وكانوا يطلقون على أنفسهم اسم (نبطو) والغرباء يسمونهم أحياناً بنايوي (باليونانية) وهناك اسم آخر لقبيلة تدعى (شلمو) يتداخل أحياناً مع مصطلح (نبطو) ، وكانت مدينة البتراء (الرقيم) هي المركز الحضاري الضخم لهذا الشعب ، وفي النهاية فهم شعب أسس مملكة ازدهرت في القرن الأول قبل الميلاد وبقيت حتى استولى عليها الرومان في عام 106م 106م، وخلال هذه الفترة أنجز الأنباط مبان تمتاز بفن معماري عالي الجودة، وقبور ذات أشكال مميزة، وتضمن نظامهم الإداري المزايا القبلية ، بالإضافة الى العديد من النقوش التي كتبت بالخط النبطي المميز ولكنها لغوياً أقرب الى الآرامية القديمة في الفترة الفارسية أو الأخمينية (الحموري، 2006) .
حضارة الأنباط وفق أصلهم
أكدت النصوص التاريخية إن تسمية النبط عربية الأصل والاشتقاق، إذ عبرت عن مهنة هؤلاء العرب الذين استنبطوا الماء في ظروفٍ جغرافية وطبيعية صعبة، بحيث تمكنوا من التغلب عليها، بإقامة دولة كبيرة شملت مناطق واسعة، رغم إن مركز الدولة لم يقع على مجرى ماء، إذ كان لاستنباطهم الماء أثر كبير في قيام ويناء دولتهم وتوسعها(المشهداني، 2003).
كما أكدت أغلب المصادر والمراجع التاريخية على الأصل العربي للأنباط، حيث أشارت بعض الروايات إلى إن أصلهم من العراق، بالإشارة إلى قولهم إن " النمرود بن ماش هو الذي بنى الصرح ببابل، وجسّر جسراً ببابل على شاطئ الفرات ، وهو ملك النبط، إذ هاجر النبط بعد ازدحام بابل بهم إلى اليمن والحجاز وبلاد الشام، في حين بقي قسم منهم في العراق، وعندما سُئل الإمام علي كرم الله وجهه من قبل أحد الناس: أخبرني عن أصلكم معاشر قريش، قال: نحن نبط من كوثى ، فقال قوم أراد بكوثى ، كوثى السواد التي ولد فيها إبراهيم الخليل عليه السلام، وقال آخرون أراد بكوثى: كوثى مكة، وقيل لو كوثى مكة لما قال نبط (المشهداني، 2003).
إن الموطن الذي أقام فيه الأنباط دولتهم هو موطن عربي، حتى عُرفت أرضهم باسم: "الأرض العربية الحجرية" وفيما بعد " المقاطعة العربية"، بل إن بعض ملوكهم كان يُلقب بملك العرب، وكان امتدادهم السياسي والعسكري أيضاً باتجاه توحيد أراضي عربية تحت قيادتهم، وبذلك تُؤكد المرويات التاريخية على عروبة الأنباط إسماً وأصلاً وموطناً ، إذ تركوا بصماتهم على حركة التاريخ العربي في الحقبة التي عاصروها ليكونوا بذلك إحدى الحلقات المهمة في تاريخ الأمة العربية، وليؤكدوا من خلال انتمائهم إلى جيل من أجيال أمة العرب (المشهداني، 2003).


حضارة الأنباط وفق اللغة
 استخدم الأنباط اللغة العربية الأصلية، لغتهم الأم، في حديثهم اليومي، إلا أنهم أخذوا يكتبونها في حرف خاص بهم، أو بحروف موصولة غريبة، وطوروا خطاً قومياً اشتق من الخط الآرامي المستخدم في أواخر عهد الإمبراطورية الفارسية، ويظهر الخط النبطي في شكلين: الأول، الرسمي وهو الذي استخدم "في نقوش الأنصاب"، كما في البتراء، أو على القبور؛ والثاني الحرف الموصول والذي استخدم بشكل رئيس في الكتابة على القرطاس، أما الحرف العربي الحديث، الذي استخدمه العرب وجميع الشعوب التي أثرت فيها الحضارة العربية الإسلامية، فقد تحدر من الخط الموصول للأنباط(عغيفي، 1999).
لقد طور الأنباط أهم أداة اتصال تركوها للعرب، وانتشرت على نطاق واسع أبجدية عالمية، موازية في القوة للأبجدية اللاتينية، حيث تضمنت نقوشهم أسماء بعض الأعلام وأسماء الأرباب التي عبدوها وأسماء عدد من ملوكهم وملكاتهم وبعض شعائرهم الدينية، وتقسم نقوشهم التي تكروها إلى نقوش تذكارية قصيرة، ونقوش دفن، ونقوش معمارية يُذكر فيه اسم المبنى والباني والتاريخ، ونقوش وقفية تكريمية، وتُعد النقود  النبطية من المواد المهمة التي حملت النقوش النبطية إضافة إلى رسم الملك والملكة، كذلك حملت النقود نقوشاً نبطية متميزة فيها عبارة : " عبادة الثاني ملك الأنباط"، ونقش كل من الملك النبطي الحارث الرابع : " 9 ق.م- 40 ق.م" ، والملك النبطي رابل الثاني : 75 ق.م- 101 ق.م" على نقودهم عبارة : ( الملك الذي أحبه شعبه)، حيث تبين إن عدداً من تلك النقوش تضمن بعض الكلمات العربية، كما تبين إن كثيراً من خصائص الخط العربي كانت متشابهة ومتأثرة بالخط النبطي (الحموري، 2006).
من هنا يُمكن إبراز حضارة الأنباط وفق اللغة وربطها بالأردن من خلال الآتي :
1)  أُشير إلى إن لغة الأنباط تُعد لهجة من لهجات عرب الشمال، وتركيبها يُشبه تركيب النحو العربي، ومن ثم تأثرت باللهجة الآرامية التي كانت سائدة في المنطقة، رغم إن اللهجات الآرامية تأثرت تأثراً قوياً باللغة العربية، وإن تركيب لغة الأنباط يُشبه تركيب النحو العربي المعروف، أما الخط النبطي فهو مشتق من الفينيقي، حيث حوّره الأنباط وصقلوه تدريجياً حتى أصبح خطاً قائماً بذاته، ومنه انحدر الخط العربي الكوفي، حتى قال علماء الحضارة والباحثون :" يُمكن القول بشكلٍ قاطعٍ إن الخط الكوفي ومن بعده الكتابة العربية يعودان إلى الحروف النبطية" .
2)  فضلاً عن ذلك فقد كان تداول الأسماء العربية عند الأنباط مثلما كان موجوداًعند العرب سواء في اليمن، أو الحجاز، أو العراق، والجزيرة العربية عامة، ومنها حارثة، مالك، ومليكة، وجذيمة، وكليْب، ووائل، ومغيرة ، وقصي، وعدي، وعائد، وعمر، وعميرة، ويعمر، وكعب، ومعن، وسعد ومسعود وما إلى ذلك ، كما عبد الأنباط بعض الآلهة التي كانت تُعبد في بعض مناطق الحجاز وخاصة في مكة كاللات والعزة وهبل، حتى إن هشام بن الكلبي (204هـ) ذكر إن عمر بن لحي هو الذي أدخل عبادة الأصنام إلى مكة وجاء بها من الأنباط.
3)  من هنا تظل البتراء عاصمة للأبجدية العربية العالمية في الثورة الأولى للاتصال بلا منازع، ومن الحروف التي انبثقت عن الحرف النبطي العربي:  الحرف النبطي العربي الحديث، الفارسي، التركي، التتري، الأفغاني، الماليزي، الهندوستاني (الأوردي)، البوسني (السلافي)، الخمايدو (الإسباني)، البولندي، الأوكراني، الهوسا والفلاني، السواحيلي، العبري، البربري.


حضارة الأنباط وفق المظهر الاجتماعي والمظهر الاقتصادي
أسهمت المصادرالعربية في الكتابة عن الأنباط، وقدم المؤرخون من المستشرقين والعرب بعض المعلومات عن دولة الأنباط، حيث كان ظهورهم في حدودعام 587ق.م، واستقروا في جنوب بلاد الشام في منطقة شرق الأردن، ويعود الفضل في  استقرارهم في الأردن  إلى مجموعة من العوامل كتوفر الماء والآبار ؛ ولهذا تعرضت بلادهم إلى غزوات خارجية، وشهدت دولتهم تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية منها الآتي(ناجي، 2003):
المظهر الاجتماعي: لقد تمثل المظهر الاجتماعي بما يلي :
1)  يتكلم الأنباط اللغة العربية، أما لغتهم الكتابية مع كونها آرامية إلاّ أنها تنم عن أن أصحابها عرب، بإجماع مؤرخي اليونان على تسميتهم عرباً، فهم من عرب شمال الجزيرة العربية، وحياتهم الأولى أقرب إلى البداوة.
2)  أقام الأنباط دولتهم واستقروا ، حيث مال الناس إلى الدعة والترف وحياة القصور، وامتهنوا الزراعة والصناعة إلى جانب التجارة.
3)  يتكون مجتمع الأنباط من الأحرار والرقيق والأغنياء والفقراء والحكام والمحكومين، إلاً إن اختفاء تلك الفوارق الاجتماعية لديهم له أثر واضح في اعتزازهم بحريتهم وقتالهم صفاً واحداً ضد عدوهم، مما شكل تحولاً وتغيراً اجتماعياً لديهم.
4)  حفلت القصور لدى الأنباط بإقامة المآدب وحفلات الشرب، ومن عاداتهم أنهم يمشون دون ارتداء السترات الرومانية الطويلة.
5)  شكلت الأسرة لدى الأنباط الأساس الذي يقوم عليه المجتمع، حيث الروابط الاجتماعية القوية، ويحرص الناس على النسب حيث يُفضلون التزاوج فيما بينهم، وتتمتع المرأة لديهم بمركز جيد، حيث لها الحق في التملك والوراثة.
6)  من المظاهر الاجتماعية التي تميزوا بها : حرص ملوك الأنباط على التعبير عن مشاعرهم تجاه شعبهم من خلال الأوصاف التي وصفوا بها أنفسهم، إلى جانب قوة الرابطة التي تربط الملك بشعبه، حيث تقوم العلاقة بين الطرفين على المحبة والرحمة، ومن المظاهر الاجتماعية لديهم واختلفوا بها عن الأقوام الأخرى أنهم ألّهوا ملوكهم .
7)  بالنسبة للديانة فقد عبد الأنباط آلهة متعددة من أعظمها ذو شروى ، كما عبدوا اللات والعزى وهبل وعشتروت، ومن الملاحظ إن عبادة ذو شروى ظلت شمال الحجاز حتى ظهور الإسلام، وأن عمر بن عبد حي هو الذي أدخل عبادة الأصنام إلى مكة ، بعد أن جاء بها من الأنباط، الأمر الذي يُعزز دور الأنباط في ظهور عبادة الأوثان في الجزيرة العربية.
المظهر الاقتصادي: شكلت التجارة في دولة الأنباط المهنة الرئيسة للسكان، كما شكلت الأساس الذي قامت عليها حضارة الأنباط بسبب موقعها على طريق التجارة الدولية بين الشرق والغرب، حيث تمثلت مظاهر التجارة لديهم بالآتي:
1)  أنشأ الأنباط محطة للقوافل التجارية في مدينتهم المسماة بطرا (البتراء)، حتى أصبحت في القرن الأول قبل الميلاد سوقاً تجارياً سيطر على طريق غزة وبصرى ودمشق.
2)  ظهرت مجموعة من الحرف ، كما ظهرت بعض مظاهر النشاط التجاري، حيث قدم الأنباط الخدمات التجارية ،ومارسوا التجارة بأنفسهم على نطاقٍ واسع ، الأمر الذي يُشير إلى التحول الاقتصادي لديهم الذي أسهم في الازدهار الحضاري لدولتهم، كما أسهم ملوكهم في ضرب النقود وسكها.
3)  بالنسبة للصناعة فقد نالت اهتمام الملوك لديهم ، فكانت البتراء مركزاً لصناعة الخزف، واشتهر الأنباط في صناعة القناديل، وبرعوا في سك النقود من البرونز والفضة، كما صنعوا التماثيل وتفننوا في صناعة الحلي الصغيرة.
4)  أما الزراعة فقد شهدت تطوراً ملحوظاً ، وذلك بعد منافسة الرومان لهم ، حيث غيروا اهتماماتهم للزراعة ، فاهتموا بالري، واستصلاح الأراضي ، واستعمل الأنباط الحديد في الأدوات الزراعية وقطع الصخور، كما صنعوا الأواني المعدنية المستخدمة للطبخ، الأمر الذي يُشير إلى إن دولة الأنباط شهدت تحولات اقتصادية شملت مختلف الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية، ما يُؤكد مقدرتهم على الإبداع والابتكار الحضاري، حيث نعمت دولتهم طيلة فترة حكمها حتى زالت تلك الدولة على يد الرومان بقيادة تراجمان عام 106م، مخلفة وراءها كثيراً من الآثار وتاريخاً حافلاً بالمظاهر الحضارية . 
الآثار التي تمثل الحضارة في الأردن
تم استعراض بعض الآثار التي تمثل الحضارات المتعاقبة في الأردن، كالآثار الرومانية والنبطية والبيزنطية وما شابه ذلك، وتم اختيارها ؛ لتوضيح مظاهر مختلفة للحضارة ، إذ تُشير بعض الآثار إلى المظاهر الدينية ، ومنها ما يُشير إلى المظاهر الاجتماعية والاقتصادية، والزراعية، ومن الآثار ما يُشير إلى المظاهر العمرانية، وهناك آثار تدل على المظاهر السياسية وأنظمة الحكم لديهم ، حيث تم تقسيم أماكن وجود بعض الآثار وفق الآتي:
آثار محافظات الوسط في الأردن
عمّان: هي ربة عمون في العصور الحديدية عاصمة العمونيين.
§  قبر نويجيس: قبر روماني يعود للقرن الثاني الميلادي.
§  عراق الأمير: قصر بناه هيركانوس من أسرة طوبيا العمونية في بداية القرن الثاني ق.م.
§  معبد هرقل: بناه الرومان في القرن الثاني الميلادي على بقايا معبد عموني.
§  الرجم الملفوف: واحد من مجموعة أبراج المراقبة أقيمت في عهد العمونيين حول مدينة عمان العاصمة (ربة عمون) في الألف الأول قبل الميلاد.
§  أهل الكهف: كهوف صخرية يحاط بها قبور رومانية وبيزنطية وفوق الكهوف بني مسجدين في الفترات الإسلامية اللاحقة.
§  مدرج عمان: أهم مباني عمان (فيلادلفيا) في الفترة الرومانية ويؤرخ الى القرن (2م).
§  سبيل الحوريات: يقع في وسط البلد وهو عبارة عن نوافير ماء زينت الشارع الروماني الممتد من المدرج الى وسط البلد ويؤرخ للقرن (2م).
§  القويسمة: عثر فيها على كنيستين بيزنطيتين إحداهما مزينة بالفسيفساء.
§  خربة الكرسي: غرب عمان فيها آثار برج عموني وكنيسة ودير بيزنطي وجامع أموي.
§  الحرانة: قصر أموي أقيم على حافة البادية الأردنية في العصر الأموي ليكون محطة على طريق القوافل.


محافظة البلقاء:
السلط: وردت في اللاتينية سلطوس كما تعني الجبال المشجرة وذكرها الجغرافي اليوناني هيراكليوس وعرفت باسم السلط المقدسة.
§   مقام النبي يوشع: يقع الى الشمال الغربي من مدينة السلط وأقيم عليه مسجد للاعتقاد بأنه قبر يوشع.
§   زي: تقع الى الشمال الغربي من السلط 12كم، وجد فيها بقايا مجمع كنسي من العهد البيزنطي، ومعصرة وبئر ماء.
§   تل جادور: تل يقع الى الجنوب من السلط على الطريق المنحدر للأغوار وفيه آثار مقابر وحمّام روماني وفيها مقام جادور (جاد) سبط من الأسباط.
§   القلعة: بناها السلطان المالك سنة 1220م على بقايا قلعة رومانية.
§   تل نمرين: بقع الى الشرق من الشونة الجنوبية على محاذاة الطريق بين الشونة والسلط وعثر فيه سنة 1980م على فسيفساء وآثار كنيسة.
§   وادي الخرار: هو الوادي المؤدي الى نهر الأردن، والذي أقيم على ضفافه العديد من الكنائس ومكان المغطس.
§   تل مارالياس: تل يقع على ضفة وادي الخرار في موقع المغطس يتكون من كهوف وبرك للعماد وكنائس تؤرخ للعصر الروماني المتأخر والبيزنطي.
محافظة الزرقاء
الزرقاء: مر بها صلاح الدين متجهاً بجيشه من بلاد الشام القاهرة، كما مر بها الظاهر سيف الدين برقوق وولي عليها ابن عمران سنة 1382م.
§   الأزرق: قلعة بنيت لتوسطها بين الشام والحجاز والعراق ظهرت فيها بقايا رومانية وبيزنطية والعديد من النقوش، أعيد استخدامها في الفترة الملوكية.
§   حمّام الصراح: يقع بالقرب من الحلابات ويعتقد انه لهشام بن عبد الملك.
§   الحلابات: قصر أموي بني فوق بقايا معسكر روماني لحماية القوافل.
§   خربة السمراء: تقع الى الشمال الشرقي من الزرقاء، ومعظم آثارها تؤرخ للقرنين (6و7م) تم العثور فيها على 8 كنائس فرشت أرضية البعض منها بالفسيفساء.
مأدبا : عاصمة الفسيفساء الأردنية، ومدينة الكنائس، ذكرت في مسلة ميشع، عندما كانت في أيدي المؤابيين، استعادها العمونيون، ثم أصبحت تحت حكم الأنباط مدينة مزدهرة كما ازدهرت في العهدين البيزنطي والأموي.
§   كنيسة الروم الأرثوذكس: بنيت على بقايا كنيسة بيزنطية تؤرخ للقرن (6م) زينت أرضيتها بخارطة فسيفسائية تمثل الأردن وفلسطين ومصر.
§   جبل نيبو: (صياغة) أحد المقامات التي أقيمت لسيدنا موسى.
§   مكاور (ميخاروس): إحدى تلال جنوب مأدبا فيه بقايا قلعة حشمونية وهيرودية، يُعتقد إنه سجن فيها النبي يوحنا المعمدان النبي يحيى وقطع رأسه.
§   تل حسبان: فيه بقايا استيطان روماني وكنيسة، وأصبحت بيت للضيافة في العهد الأموي.
§   خربة اسكندر: مستوطنة من العصر البرونزي واستوطنت في عصر الأنباط.
§   مسلة ميشع: مسلة من حجر البازلت وجدت في ذيبان في نهاية القرن التاسع عشر وموجودة الآن في متحف اللوفر، تحدثت عن ملك مؤاب ميشع والعديد من أعماله ومدنه وحروبه مع الإسرائيليين.
حضارة شمال الأردن
إربد: عُرفت بأربيلا ، وسميت بيت أربيل في سفر يوشع.
§   تل اربد: فيه بقايا أثرية تعود الى للعصر البرونزي، إذ يعتقد انه قامت عليه مدينة مسورة.
§   طبقة فحل:( بيلا): يوجد فيها آثار رومانية وكنائس بيزنطية ومسجد مملوكي وهي موقع معركة طبقة فحل بين الروم والمسلمين سنة 635م.
§   أم قيس:(جدارا): تقع في أقصى الشمال الغربي للمملكة، فيها مدرج وشارع للأعمدة وسبيل حوريات وكنيسة ثمانية وقرية عثمانية.
§   قويلبة:(أبيلا): عثر فيها على بقايا استيطانية من العصور الحجرية والبرونزية والحديدية والرومانية وفيها بقايا كنيسة تؤرخ للقرن السادس الميلادي.
§   مقام شرحبيل بن حسنة: مقام أحد الصحابة وقادة الفتح الإسلامي توفي بطاعون عمواس.
§   مقام معاذ بن جبل: في القصير/ الشونة الشمالية، البناء من العهد المملوكي.
§   مقام ضرار بن الأزور: في قرية ضرار في الأغوار الشمالية بالقرب من معاصر سكر مملوكية.
§   تل دير علا: مستوطنة بشرية في العصور البرونزية والحديدية.
§   المسجد المملوكي: بني في وسط المدينة على حافة تل اربد في العصر المملوكي.
§   أم الجمال: مدينة نبطية وهي إحدى محطات القوافل النبطية في طريقها الى بصرى، تم إعادة استخدامها في العصرين الروماني والبيزنطي، بني فيها العديد من الكنائس.
§   الباعج: فيها موقع نبطي مميز وهي من أهم المواقع في الأردن التي يتضح فيها بقايا الطريق الروماني ويعتقد أن الحارث الثالث بنى فيها قصر اسمه البالق.
§   أم مسرب: الى الشمال الغربي من المفرق وأقرب المواقع الى بصرى النبطية، عثر فيها على بقايا استيطان من العصر الحجري النطوفي والعصر البرونزي وبقايا مباني نبطية.
§   مغير السرحان: فيها كنيسة بيزنطية وبرج وتل كنعاني، دمرت أثناء قصف الطيران الفرنسي للثوار السوريين.
§   حيان المشرف: فيها بقايا استيطان من العصر البرونزي المبكر وفيها دير سرياني وكتدرائية وكنيسة بيزنطية كذلك وجد فيها بقايا لمسجد مملوكي.
§   رحاب: سُميت بيت راحوب في الفترة الآرامية، مدينة آرامية مسورة وفيها 16 كنيسة بيزنطية.
عجلون: المحافظة الخضراء، وهي المحافظة الوحيدة في الأردن التي لا يوجد فيها صحراء، وذلك بسبب انتشار غاباتها مثل زوبيا واشتفينا وتمتاز بقممها العالية وأمطارها المرتفعة.
§   عراق الدب: بعض الكهوف تعود الى العصر الحجري  8500 ق.م وبقايا بيوت مستديرة وقبور.
§   خربة مزيبلة: تقع الى الشمال الشرقي من عجلون ووجد فيها بعض البقايا الرومانية والبيزنطية.
§   قلعة عجلون: قلعة أيوبية بناها عز الدين أسامة لمواجهة الغزو الصليبي، يعتقد أنها بنيت فوق أثر بيزنطي أو روماني أو نبطي، حيث وجد عند بوابتها الثالثة ما يسمى قرون الرخاء النبطية، وأعيد استخدامها في الفترة المملوكية.
جرش: الاسم السامي لها جرشو وفي الفترة الهلنستية أصبحت جرسا، كما ذكرت في بعض النقوش النبطية وهي إحدى المدن التي أسسها بومبي في 63 ق.م في شمال الأردن لمواجهة قوة الأنباط في الجنوب، وازدهرت في العهد الأموي.
§        عين القيروان: من أهم مصادر المياه للمدينة القديمة، ووجد فيها بقايا لاستيطان من العصر البرونزي المبكر.
§        معبد ارتيمس: بني في القرن الثاني الميلادي في الجزء الشمالي من المدينة.
§        معبد زيوس: بني فوق مغارة وصخرة تعود للعصر الحديدي، لكن البناء تم في عدة مراحل من القرن الأول ق.م الى القرن (2م).
§        البوابة الجنوبية: بنيت في القرن الثاني الميلادي دمرت سنة 268م فترة حروب تدمر.
§        شارع الأعمدة: الشارع الرئيسي في مدينة جرش الرومانية وطوله 800م.
§        المدرج الشمالي: من أهم مباني الجزء الشمالي من المدينة وقد انتهى البناء فيه سنة 164- 165م.
§        كنيسة المطران أشعيا: بنيت في الفترة البيزنطية حوالي 559م.
§        كنيسة يوحنا المعمدان: بنيت سنة 531م وغطيت أرضيتها بالفسيفساء.
حضارة جنوب الأردن
الكرك: عُرفت بحركور في النصوص الفرعونية، ورد اسمها في مسلة ميشع وسميت (كيرحاراست)، وفي خريطة مادبا(كراك موبا) وسميت جوهرة الصحراء في الفترة الصليبية، بنيت قلعتها عام 1142م وحكمها رينودي ارناط، ورممها صلاح الدين الأيوبي والملك العادل وأقام فيها الظاهر بيبرس برجه الشهير عام 1263م.
§   القصر: فيها معبد نبطي وروماني.
§   الربة: إحدى المحطات التجارية النبطية وفيها بقايا آثار رومانية وكنيسة بيزنطية.
§   ذات راس: إحدى المدن النبطية على حافة وادي الحسا فيها معبد نبطي وعثر فيها على بعض أنظمة الري.
§        قلعة الكرك: بنيت فوق آثار مؤابية ونبطية في الفترة الصليبية بناها بايم أمير الكرك والشوبك سنة 1136م ومن أهم حكامها الصليبيين رينودي شاتيلون- حررها صلاح الدين- أضاف عليها الظاهر بيبرس برجه المشهور.
معان: مركز المحافظة سكنها التجار المعينيون ثم الأنباط وقدمت أول شهيد للإسلام حاكم معان فروة الجذامي والتقت فيها جيوش مؤتة الإسلامية وبنيت فيها قلعة عثمانية في عهد سليمان القانوني، ومحطة مهمة من محطات الثورة العربية الكبرى.
§   قلعة الشوبك: بناها الصليبيون قبل الكرك وأسموها مونتريال، حررها صلاح الدين وأعاد استخدامها المماليك فيما بعد.
§   الدوسك: قلعة بناها الصليبيون الى الشرق من قلعة الشوبك.
§   أذرح: فيه بقايا آثار نبطية ومعسكر روماني.
§   بسطة: الى الجنوب الشرقي من البتراء قرية متكاملة تعود الى العصر الحجري الحديث حوالي 6 آلاف ق.م.
§   وادي موسى: (إلجي)(الجيا) في الفترة النبطية، ليفوماييس (الفترة الصليبية)، في قرية البسيط عثر على بقايا قرية من العصور الحجرية، وفي الظهرة رموز من العصر البرونزي، أما طويلان فتعود الى العصر الحديدي.
§   البيضا: فيها قرية تؤرخ للعصر الحجري الحديث 6 آلاف ق.م كذلك محطة للقوافل النبطية المتجهة من البتراء للغرب، كذلك مستوطنات زراعية نبطية.
§   صبرا: الى الجنوب الغربي من البتراء عثر فيها على آثار من العصور الحجرية الحديثة، ومحطة للقوافل النبطية وفيها مدرج نبطي.
§   الصدقة: الى الجنوب الغربي من البتراء عثر فيها على مقابر نبطية ومدينة بيزنطية، وهي اكثر اسم تردد في مخطوطات البردا التي وجدت في كنيسة البتراء.
§   كنيسة لوط: تقع في الغور الصافي وفيها كهف لوط، بنيت في العصر البيزنطي.
§   باب الذراع: تقع على الشاطئ الشرقي للبحر الميت وفيها آثار مدينة من العصر البرونزي وتم فيها اكتشاف أضخم مقبرة ذلك العصر.
§   خربة نخل: تقع الى الجنوب من الكرك بالقرب من ذات راس وعثر فيها على كنيسة بيزنطية ومساكن من الفترات الإسلامية.
الطفيلة: تقع على بقايا مدينة توفل الآدومية وسميت في الفترة الرومانية دي تيفلوس وازدهرت في عصر الأنباط، وفي العصر البيزنطي دعيت باسم أغسطو بولس وكانت مركزاً للأسقفية، تقع عند التقاء وادي اللعبان مع وادي الحسا.
§   خربة التنور: جبل بركاني على قمته خربة ومعبد نبطي، على الحافة الشرقية لوادي اللعبان.
§   خربة الذريح: مستوطنة نبطية فيها معبد نبطي ومدافن ومساكن سجلت فيها اكتشافات مهمة.
§   القلعة: قام الأنباط بترميمها وقد تعرضت الى الانهيارات ثم جاء الصليبيون وبعدهم المماليك وأقاموا على أنقاضها القلعة العالية.
§   السلع: تقع الى الغرب من الطفيلة عثر في قلعتها على آثار مقابر نبطية.
§   وادي فينان: يلتقي مع نهاية وادي ضانا، استخدم في العصر الحجري والعصر البرونزي والنبطي والروماني والبيزنطي كمنجم للنحاس فيه بقايا لكنائس بيزنطية.
العقبة: بنيت على أنقاض أيلة الإسلامية وفيها استيطان نبطي ودخلت الإسلام صلحاً، وكانت الملتقى لجيش الثورة العربية.
§   الحديقة الدائرية: عثر فيها على آثار نبطية ورومانية وبيزنطية واسلامية.
§   تل الخليفي: أحد أهم المواقع في العصر الحديدي.
§   تل المقص: الى الشرق من العقبة عثر فيه على بقايا استيطان من العصر الحجري النحاسي.
§ وادي رم: اسمه القديم إرم، عثر فيه على العديد من الكتابات الثمودية والنبطية والإسلامية المبكرة، كان ممراً للقوافل التجارية والحجيج بين الشام والحجاز.
§   المعبد النبطي في وادي رم: معبد للآلهة اللات النبطية يقع عند عين الشلالة.
§ الحميمة: فيها موقع من العصر الحجري وكانت إحدى المستوطنات الزراعية النبطية لكثرة أنظمة الري النبطي فيها، وتعد الحميمة مركز بداية انطلاق الدعوة العباسية.
§   الديسة: تقع الى الجانب الشرقي من وادي رم عثر فيها على العديد من النقوش الثمودية والنبطية والإسلامية المبكرة.
الخاتمة:
يُمكن إجمال ما تم استعراضة بالآتي:
إن الحضارة ليست المبادئ والمفاهيم، ولكنها حصيلة تطبيق وممارسة لتلك المبادئ والمفاهيم ، فالمبادئ والمفاهيم إذا لم تمارس تغدو كلاماً مسطوراً، ولا يصح تسميتها "حضارة" .
بناءً على ذلك يُمكن القول إن ما قام به الأنباط من تطبيق ومارسة، حيث مارسوا التجارة ، وطوروا من خلالها لغتهم التي أصبحت فيما بعد وسيلة اتصال فعالة، وكانت هذه الوسيلة صلة للوصل بين الكلمة المحكية والمكتوبة، مما عزز الاستقلال وهزم الجيران الطامعين؛ الأمر الذي سمح  للغة النبطية بالاستمرارية وإيقاف تقدم اليونانية واللاتينية، كذلك ساعدت الرسالة السماوية -الإسلام الحنيف- على نشر اللغة النبطية المرنة ، التي فُضلت على  السريانية ، كما فُضّلت على اللغة الثمودية التي لم تتطور، بهذا تبنت الرسالة السماوية الجديدة، لغة عربية الأصول لتحمل الرسالة الجديدة، ولتحول دون أي تداخل مع الثقافات الأخرى التي سبقتها، وأصبحت اللغة العربية النبطية، نتيجة مباشرة لهذا الإجراء، اللغة الثانية بعد اللاتينية، في سعة الانتشار في عالم اليوم، بعد أن كانت في الأمس القريب، إبان ازدهار الحضارة العربية، اللغة الأولى في العصور الوسطى.
كما يُمكن القول إن وجود لغة موحدة عند الأنباط أصبح دافعاً لهم لظهور المزيد من التقدم في علم الزراعة والصناعة والتجارة ، والبناء وما إلى ذلك، وما وجود مثل هذا البحث إلا دليلاً يعكس حضارتهم، كما إن وجود عاصمتهم مدينة البتراء في الأردن شامخة إلى وقتنا الحاضر دليلاً يعكس حضارة الأردن ، بالرغم من أنهم لم يتركوا سجلاً أدبياً وتاريخياً خاصاً بهم، إلاّ أن هذا يبدو بالتأكيد إحدى مفارقات تاريخ الشرق .
التوصيات:
في ضوء الخاتمة التي تم استخلاصها من خلال استعراض أدبيات البحث يوصي البحث بالآتي:
1.  ضرورة إجراء المزيد من المؤتمرات والملتقيات العلمية، يتم من خلالها إبراز الحضارات المتعاقبة في الأراضي الأردنية من خلال إبراز دور كل حضارة كحضارة الأنباط، والحضارة الرومانية ، والحضارة البيزنطية، والحضارة الأشورية وما إلى ذلك.
2.  ضرورة إجراء المزيد من المعارض الخاصة بالفن التشكيلي والاهتمام برسم الآثار التي تشير إلى كل حضارة وإبرازها.
3.     دعم وسائل الإعلام للاهتمام بنشر الوعي الثقافي والعلمي حول الحضارة في الأرن.   


قائمة المراجع والمصادر
ـ حسن، نبيلة محمد حسن (2004). " فى تاريخ الحضارة الاسلامية  " ، الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية للطباعة والنشر.
ـ الحموري، خالد (2006). " مملكة الأنباط  "، عمّان: مشروع بيت الأنباط للتأليف والنشر
ـ خريسات، محمد وهزايمة، عصام مصطفى ومحافظة، محمد عبد الكريم (1999). عن ول ديورانت ، "تاريخ الحضارة الإنسانية " ، إربد: دار الكندي للنشر والتوزيع.
ـــــــــــ عن لاف لينتون، "تاريخ الحضارة الإنسانية " ، إربد: دار الكندي للنشر والتوزيع.
ـــــــــــ (1999). "تاريخ الحضارة الإنسانية " ، إربد: دار الكندي للنشر.
ـ الرفوع، خليل عبد سالم (2005). " مظاهر الحضارة  " ، رام الله: دار حنين للنشر والتوزيع.
ـ سعيد، صلاح والحمد، منتصر (2004). "تاريخ الحضارة في الأردن "،  مؤتمر بحوث ودراسات الأنباط الثاني، للفترة الواقعة بين 13-15 أيلول،  الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري، بيت الأنباط، عمّان، الأردن.
ـ عباس، إحسان(2000). " تاريخ دولة الأنباط "،الطبعة الثانية، عمّان: دار الشروق للنشر والتوزيع.
ـ عفيفي،فوزي سالم (1990)." نشأة وتطور الكتابة الخطية العربية ودورها الثقافي"، الكويت:  وكالة المطبوعات للطبعة والنشر.

ـ المشهداني، محمد جاسم (2003). " أصل الأنباط " ، مؤتمر دراسات الأنباط الثاني بعنوان: المجتمع والحضارة والدولة . للفترة الواقعة بين 29- 31 تشرين أول . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق